وركزت الصحف على العديد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والعربي والإقليمي والدولي. وأوضحت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( «الثقافة» تجسّر الهُوّة ): كان موضوع الثقافة - وما زال - مفهوماً متمدّداً وشاسعاً ومتأبّياً على التأطير؛ فالثقافة حالة تأخذ مفاهيم عديدة، وتتقاطع مع صراعات وحروب مختلفة، سواء الصراع الهويّاتي، أو حروب الثقافة، أو ما يدعوه البعض بالنقاء الثقافي. لكنها في المجمل تفرض حضورها وهيمنتها، سيما أن الصراعات بأشكالها أخذت بُعداً عولميّاً خطيراً يتطلّب معه موضعة الثقافة في مكانها الخليق بها، انطلاقاً من أدوارها العديدة التي تبدأ بالتنوير، وبث الوعي مروراً بصوغ الشخصيات والسلوك المجتمعي، وتعزيز منظومة الفكر والقيم، وترسيخ الهوية الوطنية وتجذير التراث وما يستتعبه من عادات وثقافات شفاهية وغيرها؛ ولعلّ ما كتبه المنظّر الأدبي والثقافي البريطاني تيري إيغلتن عن الثقافة وأهميتها يؤكد هذه الأهمية، إذ يعتبرها نموذجاً للكيفية التي نعيش بها، أو شكلاً من هيكلة الذات أو تحقيقها، أو ثمرة زمرة من أشكال الحياة المعيشة لجماعة كبرى من الناس، وقد تكون الثقافة نقداً للحاضر أو صورة للمستقبل. وتابعت : وزارة الثقافة منذ تأسيسها وعمرها الزمني القصير الثري عطاءً ومبادرةً لم تكن بمنأى عن الواقع الثقافي المعاش، ولا المؤسسات الثقافية وقطاعاتها المختلفة، ولم تكن بعيدة أيضاً عن هموم المثقف، وما يهجس به من أفكار، وأحلام ينتظر تحقيقها مع الوزارة الفتية، التي تستثمر -بذكاء لافت- هذا الدعم السخي من القيادة، وفق الرؤية الطموحة التي جعلت من الشأن الثقافي حاجة وطنية وتاريخية ملحّة؛ ولعل تقرير «الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2019»، الذي أصدرته وزارة الثقافة بهدف رصد اتجاهات نمو وتطور القطاع الثقافي، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الهوية الثقافية - يعكس هذا الاهتمام والحراك الذي لم يقف عند حدود الإنشاء والتدشين والتجهيز وغيره؛ بل إن التقرير عكس بوضوح شساعة الحلم والرؤية للمُعطى الثقافي، وألا يكون الفعل الثقافي موسمياً، أو محدوداً ومؤطّراً بوجود خجول لا يتفاعل، ولا يقدّم ثقافة حقيقية تتجسّد واقعاً في شتى الحقول والمناشط. وواصلت :التقرير من خلال قراءة عابرة لعنوانه: «ملامح وإحصائيات» يكشف عن جدّية التعاطي والتقييم والقراءة الواقعية لما تم إنجازه، وما هي المداخيل أو العوائد المعنوية التي أثمر عنها هذا الجهد من إنشاء ستة قطاعات ثقافية متنوعة وشاملة لم يغفل نشاطاً، أو تراثاً أو فناً أو غيره إلا وأنشأ له قطاعاً مستقلاً لضمان تحقيق الأهداف المتوخاة منه، وبما يعود على ثقافة، وفن الوطن وموروثه. من اطلع على التقرير لمس هذا الاهتمام، وكذلك مبدأ الشفافية في تقييم كل قطاع. وما حالة الرضا لدى المثقفين من فحوى التقرير إلا تأكيد على أن وزارة الثقافة ماضية في تقديم فعل ثقافي حقيقي وعميق، فعل ينصهر مع مؤسساتنا الثقافية، وتجسير الهوة التي كانت تحول بين المثقفين والمؤسسات الثقافية. // يتبع //06:01ت م 0004