البعض منا يتعرض للظلم..الشعور بالظلم أمر رهيب على النفس
تعتبر مظالم العباد العقبة الكؤود التي يصعب على كثير من الناس تجاوزها ، والأمر فيها أصعب من أي عقبة أخرى لأن المعصية إذا كانت بين العبد وربه واستغفر منها وندم غفر الله له ، بينما إذا كانت مظالم العباد عرضة في تلك المعصية فإن الله سبحانه لا يغفر للعبد حتى يرد للناس حقوقهم ومظالمهم ويبقى سالماً من كل تبعة .
قال حكيم : لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا وأجر في الاغلال مصفدا أحب إلي من أن ألقى الله و رسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام و كيف أظلم أحداً والنفس يسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة لما فعلته وأن دنياكم لأهون علي من وريقة يابسة في فم جرادة تقضمها مالي ونعيم يفنى ولذة لا تبقى نعوذ بالله من سيئات العقل و قبح الزلل ..
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
تعجز الكلمات عن وصف مقدار الراحة والسعادة التي شملتني حين تدفق إلى قلبي إحساس يقيني بأن ما اعتبرته ظلماً من الآخرين وإيذاء لي إنما هو مسئوليتهم هم عن أنفسهم والتي لا يستطيع أي إنسان أن يحملها عن الآخر.. أما مسئوليتي أنا فهي أن أزيل آثار ذلك عن نفسي بعون ورحمة من الله .
اما العفو
فلا يجوز العفو عن الظالم إن كان هذا العفو يزيده تجبراً على الله تعالى وظلماً للعباد فهذا ليس من العفو في شيء ... فأن قال الضعيف إنني أعفو عن القوي الظالم فأن عمله هذا لا يسمى عفواً بل هو ذل وصغار وحقارة بل العفو أن تصفح عمّن هو مثلك أو دونك ولذلك أكدت الأحاديث على ضرورة العفو عند المقدرة فعندما يكون الإنسان المؤمن مقتدراً فان صفة العفو لا بد أن تتجلى عنده لأنه سيعفو عن الإنسان الذي هو دونه في حين إن يده هي العليا وهو قادر على أن يأخذ حقه .