في استمرار للجدل الحاصل في الولايات المتحدة حول صلاحيات الشرطة وتسليحها والقوانين التي ترعى عملها، انتقد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب السبت، موقف المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن، معتبراً أنه ركب قطار تدمير إدارات الشرطة في البلاد.
وكتب في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر"، "إنهم يريدون تدمير إدارات الشرطة العظيمة بالكامل في البلاد"، مضيفاً "هذا غير معقول"، في إشارة إلى أنه لن يسمح بذلك.
جاء ذلك بعد إعادة مشاركة ترمب لتغريدة نشرها حساب فريقه الانتخابي على تويتر، كاتبا "جو بايدن يؤيد إجراء إصلاحات داخل جهاز الشرطة، ويؤيد اليساريين بغض النظر عن مدى خطورة هذا الاقتراح وجذريته".
يشار إلى أن الرئيس الأميركي أعلن أمس تأييده إجراء تعديلات في قوانين الشرطة، مطالباً بحظر الخنق أثناء الاعتقالات. وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز "إنه يود أن يرى حظراً للأسلوب الخنق"، لكنه أشار في الوقت عينه إلى أن هذا الأسلوب يكون مفهوماً في بعض الحالات.
وقال "لا أحب أسلوب الخنق... لكن أحيانا إذا كنت بمفردك وتتشاجر مع أحدهم فالأمر صعب"، وتابع "أعتقد أنه سيكون أمراً جيداً جداً في العموم أن ينتهي".
وكان ترمب عارض الاثنين الماضي الإطاحة بالشرطة، قائلاً: "القانون والنظام، وليس الإطاحة بالشرطة وإلغاءها. لقد ذهب الديمقراطيون الراديكاليون إلى الجنون!"، موضحاً "شهد هذا العام أدنى أرقام الجرائم في تاريخ بلدنا، والآن الديمقراطيون اليساريون الراديكاليون يريدون التخلي عن الشرطة. آسف، أريد القانون والنظام!".
مراقبة الشرطة
في المقابل، كشف بايدن، في مقال رأي نشر الأسبوع الماضي بصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، عن الحاجة إلى "سياسات محددة وملموسة طال انتظارها لأبطال العنصرية الممنهجة. ووعد نائب الرئيس السابق قائلا: "إذا تم انتخابي، فإنني ملتزم بإنشاء لجنة مراقبة وطنية للشرطة خلال 100 يوم من تولي المنصب".
كما أضاف "نحن بحاجة إلى تطبيق الشرطة المجتمعية الحقيقية والتأكد من أن كل إدارة شرطة في البلاد تقوم بمراجعة شاملة لمن يجري توظيفهم وتدريبهم .. مع قيام الحكومة الاتحادية بتوفير الأدوات والموارد اللازمة لتنفيذ الإصلاحات".
ويأتي تسليط الضوء على ملف صلاحيات الشرطة، بعد وفاة فلويد (46 عاماً) الذي قضى خنقا في مينيابوليس بولاية مينيسوتا (شمالا) بعدما ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه حتى الموت، بإثر اعتقاله مع زملائه، وتكبيل يديه إلى الخلف وتثبيته أرضاً، ما أثار موجة احتجاجات عنيفة امتدّت إلى عشرات المدن الأميركية وصلت إلى أوروبا احتجاجا على العنصرية، فيما تعالت الدعوات لتعديل القوانين المتعلقة بعمل الشرطة.