لا تزال الاعتداءات على المحتجين متواصلة في العراق رغم تراجع نمط الاحتجاجات جراء الحظر وكورونا، كما لا يزال ملف عشرات المختطفين عالقا حتى اليوم، وسط معلومات عن حالات جديدة سجّلت في البلاد.
فقد خطف الناشط العراقي محمد حافظ بينما كان ذاهبا إلى بيته ظهراً بعد ساعات قضاها في ساحة التحرير عند وصوله إلى منطقة الكرادة منذ قرابة 30 يوماً، ومازال مصيره مجهولاً حتى اليوم.
وفي حديث لـ "العربية نت"، كشفت ابنة المخطوف سارة أن والدها اختفى عن الأنظار منذ يوم 2020/5/18 حينما كان عائداً من ساحة التحرير إلى منطقة الكرادة، مضيفة أن العائلة انتظرت يومين على الاختفاء لتقدم بلاغا لمركز الشرطة التابع لمدينة بسمايا.
كما أكدت الابنة أن الضابط المسؤول عن القضية لم يقبل اتهام والدتها زوجة المخطوف عن أن الحكومة هي وراء عمليات الخطف.
وتابعت أن الشرطة طلبت شهودا على اختفائه، وعلى الرغم من استكمال كل البيانات إلا أن السلطات لم تتخذ أية إجراءات بسبب الحظر المفروض إثر كورونا الذي يمنع حركة الناس.
الشرطة تتقاعس وتهديدات سابقة
وأعربت سارة عن استغرابها مما قالت إنه تقاعس من الشرطة عن تأدية مهامها، قائلة: "إنهم لا يبحثون عن والدي، لم يقوموا بأية خطوات، لو واحد من أبناء المسؤولين مفقود راح تنتظرون انتهاء الحظر حتى تبحثون عنه؟".
وعن حياة المخطوف قبل الحادث، أكدت سارة أن والدها كان تعرض للكثير من التهديدات بسبب مشاركته بالمظاهرات، بينها تهديدات من ميليشيات رافضة للحراك الشعبي، مشيرة إلى أنه تلقى في محله حيث يملك محلا لبيع المواد الغذائية، رسائل تهديد كثيرة، وكذلك اتصالات هاتفية، وآخر الأمور كانت تهديدات مباشرة علنية وجّهت له وجها لوجه قبل اختطافه بأيام.
مسؤول كبير قد يكون وراء الاختطاف
وفي معرض حديثها كشفت الشابة أن والدها كان انتقد مسؤولا كبيراً لم تسمه عند استلامه منصبا رفيعا، حيث اعتبر المخطوف أن هذا المسؤول ليس أهلا للمنصب، وقد نشر رأيه في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى احتمالية أن يكون هذا المسؤول وراء الخطف.
كما ناشدت سارة رئيس الوزراء ووزير الداخلية في العراق لمساعدتها في العثور على والدها.
غياب الأمن
يشار إلى أنه ومنذ انطلاق المظاهرات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد مدن العراق ظروفا استثنائية بعدما بسطت الميليشيات الموالية للأحزاب وإيران نفوذها واستمرت في عمليات الخطف والاغتيال، ما شجع على انتشار الجريمة المنظمة على نحو كبير.