فقبل أسبوع فضح أحد الفيديوهات الذي سرب إثر اقتحام أحد مقار تلك الفصائل المدعومة من أنقرة في عفرين، خطف واحتجاز فتيات
وبحسب شهود عيان، لم يسلم من المدينة أحد، فقد تكررت حوادث اختطاف الفتيات منذ سيطرة الجيش التركي والميليشيات التابعة له على أجزاء من الشمال السوري.
وأفاد ناشطون لـ"العربية نت" بأن أفرادا مما تسمى "الشرطة العسكرية" التابعة لميليشيا موالية لتركيا داهمت منازل الأهالي في قرية ديرصوان القريبة من الحدود التركية شرق عفرين في السابق، وخطفت 6 أشخاص، بينهم 4 نساء، بتهمة التعامل مع الأحزاب الكردية.
وكشفت المعلومات أن اعتقال الفتيات يتم بذرائع مختلفة أهمها التعامل مع الأكراد، إلا أنه يتم أيضا لأغراض مختلفة منها طلب الفدية، أو التهجير.
كما أكد مواطنون سوريون من عفرين أن هناك 6 فتيات خطفن منذ أشهر ولا أحد يعلم عن مصيرهن شيئا.
مصير مجهول ومكان سري!
بدوره، كشف قريب الفتاة المخطوفة "أرين حسن"، التي ظهرت في مقطع فيديو بعد اقتحام مقرات هذا الفصيل إثر اشتباكات كانت اندلعت قبل أيام بينه وبين فصيل "أحرار الشام" ومسلحي الغوطة (جيش الإسلام) في عفرين، وتعرف عليها مركز إيزيدي، أن ما يعرف بـ"فرقة الحمزة" الموالية لتركيا، كانت خطفت الفتاة في السابع والعشرين من شهر شباط/فبراير الماضي، ولا يزال مصيرها مجهولاً حتى الآن.
وأردف: "اعتقلت دون مبرر، وطلب الخاطفون من أهلها مبلغاً كبيراً فدية لا قدرة لهم على دفعها"، مؤكدا أن عناصر الميليشيات طلبوا من أهلها مبالغ مالية تصل إلى 5000 دولار أميركي.
وأضاف القريب الذي رفض ذكر اسمه خوفاً من إيذاء أرين، أن الخاطفين دخلوا المدينة وسرقوا منها ممتلكات السكان، وفرضوا إتاوات، وقتلوا الكثير من المدنيين، ثم خطفوا فتيات بينهن أرين التي مازالت مختطفة عند فرقة الحمزة الموالية لتركيا في مكان سري.
في السياق أيضا، أشار قريب أرين إلى أن هدف تلك الميليشيا من عمليات الخطف هو تهجير الناس وطردهم من عفرين، إلا أنهم يتخذون من توجيه اتهام "التعامل مع الأكراد" حجة.
تعرّف عليها مركز إيزيدي
يشار إلى أن مركز الرصد التابع لمؤسسة "ايزدينا" في عفرين كان أكد أنه "تم التعرف على الشابة المختطفة أرين دلي حسن 21 عاماً من بين النساء اللاتي تم العثور عليهن، الخميس، في مقر فرقة فصيل الحمزة".
وأوضح فريق الرصد أن "الشابة تنحدر من قرية "كيمار" التابعة لناحية شيراوا جنوب شرقي عفرين وتم اعتقالها في 27 شباط/ فبراير 2020 من قبل فصيل الحمزة، وتحديداً من قبل مجموعة القائد العسكري الذي يدعى "أبو شاهر".
كما أضاف أن "أرين والنساء اللاتي تم العثور عليهن في سجن الحمزة، موجودات حالياً لدى ما يسمى "الشرطة العسكرية" في المدينة ولم يتم تسليمهن إلى أهاليهن.
إلى ذلك، أوضح أن مسلحي جيش الإسلام وأحرار الشام تفاجأوا عند اقتحامهم المقر الأمني الرئيسي لـ"فرقة الحمزة" بوجود 11 امرأة و6 رجال بينهم مسن، في سجن داخل المقر، حيث تم أخذهم لمقر الشرطة العسكرية في عفرين بعد قيام المسلحين بحرق المقر بشكل كامل إضافة لحرق السيارات الموجودة داخله".
هدم القبور
كما أشار إلى أن القوات التركية والميليشيات الموالية لها أقدمت على هدم قبور الأموات وإزالة الشواهد منها، وذلك بغرض طمس أي معالم لوجود الإيزيدين هناك، مؤكداً أن كل هذه الفظائع تتم بمباركة الجيش التركي.
وأوضح أن أي شخص يشكو أفعال الميليشيا للجيش التركي، يرد الأخير بأن لهؤلاء مطلق الحرية بما يفعلون!
اغتصاب واعتداء
مواطن آخر من عفرين، كشف أنه في شهر يناير/كانون الثاني، تعرضت فتاتة أخرى من قرية حسن ناحية راجو التي تسيطر عليها ميليشيات فرقة الحمزة أيضا، للاختطاف واختفت، إلى أن علم أهلها بوجودها في مشفى بمدينة إدلب، فقام والدها بنقلها إلى منزله في القرية بتاريخ 29 كانون الثاني، وهي بحالة مرضية ونفسية سيئة، حيث أكدت العائلة أنها تعرضت للتعذيب والاعتداء الجسدي.
قائد ميليشيا الخطف والرعب
كما يروي آخر، أن قائد ميليشيا " فرقة الحمزة" المدعو "أبو شاهر"، هو زعيم الخطف والرعب، فهو المسيطر الفعلي على عفرين ومدن أخرى حولها.
وأكد أن السكان يخافون الخروج من منازلهم، خشية الاختطاف، لأن أي شخص يستدعيه "أبو شاهر" إما يقتل أو يدفع دية بالدولار.
يذكر أن عددا من الفتيات والنساء المختطفات لدى الميليشيات الموالية لتركيا أصبح كبيرا، وكثير منهن أجبر على الزواج من مسلحين، فيما يعد هذا جزءا بسيطا مما تعانيه النساء في عفرين على يد مسلحي الفصائل.