أكد الناطق باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري ترحيب الجيش بدعوة الأمم المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل حل النزاع في البلاد.
لكنه شدد في مقابلة مع قناتي "العربية" و"الحدث" مساء الثلاثاء ألا تفاوض على السلام في ظل بقاء "الغزاة الأتراك" على الأراضي الليبية.
وأكد أن الجيش لا يمكنه التفاوض مع ميليشيات ومجرمين يحملون السلاح في الشوارع أو مع عناصر كانوا سابقا في صفوف تنظيم داعش، بحسب تعبيره.
أما بالنسبة إلى ما قد تحمله لجنة التفاوض الأممية من جديد يعيد بث الحياة في المفاوضات التي توقفت سابقا، فأوضح أن لا معلومات لدى الجيش عن وجود أي رؤية جديدة قد تحملها اللجنة، لكنهم ينتظرون المزيد من المعلومات.
من جهتها، نقلت وسائل إعلام موالية لحكومة الوفاق قولها مساء أمس نقلا عن مصدر بوفد حكومة الوفاق إن الأخيرة متمسكة بالشروط السابقة لاستئناف حوار اللجنة العسكرية بين الطرفي (أو ما يعرف بلجنة 5+5)
وقف النار وسلاح الميليشيات
في حين أفادت مصادر "العربية" صباح الأربعاء مصادر بأن اجتماعات اللجنة العسكرية 5+5 ستنطلق عبر الانترنت من بنغازي وطرابلس ونيويورك، على أن يكون البند الأبرز فيها بند وقف إطلاق النار وإعداد ترتيبات امنية لتسليم سلاح المليشيات.
وكانت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا أعلنت فجر الثلاثاء عن جولة مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع الليبي، من أجل التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار والدخول في ترتيبات أمنية، تضع حدّا لعدّة أشهر من المعارك عند أبواب العاصمة طرابلس. وقالت في بيان إنها ترحب بقبول كل من حكومة الوفاق الوطني والجيش الليبي، استئناف مباحثات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المرتبطة بها بناء على مسودة الاتفاق التي عرضتها البعثة على الطرفين خلال محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في 23 فبراير/شباط 2020.
"لا نتائج"
يذكر أن الجولتين السابقتين من المفاوضات التي عقدت برعاية المبعوث الأممي السابق غسان سلامة في مدينة جنيف السويسرية، وجمعت بين ضباط يمثلون قوات الوفاق والجيش الليبي، انتهت دون التوصل لأي نتيجة، حيث اشترطت الوفاق انسحاب الجيش من مواقعه بالعاصمة طرابلس، بينما طلب الأخير إخراج المرتزقة الذين أدخلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا، ونزع سلاح الميليشيات.
ومنتصف شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وقع الطرفان اتفاقا لوقف إطلاق النار دعت إليه تركيا وروسيا، لكن المتحاربين تبادلا الاتهامات بخرق الاتفاق وانتهاك الهدنة، لتستمر العمليات العسكرية القتالية غرب ليبيا حتى اليوم.
في حين لا تزال أنقرة مستمرة في إرسال الدعم العسكري إلى ميليشيات الوفاق ضد الجيش. فقد كشف موقع إيطالي يرصد تحركات الطيران العسكري في المنطقة تعزيز تركيا لجسرها الجوي إلى مدينتي طرابلس ومصراتة، وإرسالها رحلات شحن عسكرية ضخمة في الآونة الأخيرة.
ذكر موقع "إتيمال رادار" أمس أنه رصد رحلة لطائرة من طراز "لوكهيد سي 130 إي" تحركت من إسطنبول إلى طرابلس، وطائرة أخرى من إسطنبول إلى مصراتة، ليل الأحد - الاثنين.
كما تحدث عن مغادرة طائرة ثالثة من طراز "بوينغ إي 7 تي" مدينة كونيا وسط تركيا الاثنين قبل أن تظهر بين مالطا وليبيا، مشيراً إلى أنه سبق لها القيام بالمهمة ذاتها قبل يومين.
إلى ذلك أشار إلى أنه تتبع ما لا يقل عن 11 رحلة طيران عسكري تركي بين إسطنبول ومصراتة خلال آخر 9 أيام، اثنتين منها على الأقل وصلتا إلى مصراتة الجمعة الماضية.