لليلة الثامنة على التوالي شهدت عدة مدن أساسية في الولايات المتحدة تظاهرات حاشدة في مواصلة للاحتجاج الذي انطلق إثر مقتل المواطن الأميركي، جورج فلويد، على أيدي الشرطة في مينيابوليس، رافعين شعارات "حياة السود مهمة".
في حين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ( البنتاغون) صباح الأربعاء (3 غرينتش) أنها نقلت نحو 1600 من قوات الجيش إلى العاصمة واشنطن، وذلك بعد احتجاجات عنيفة في المدينة أثناء الليل على مدى أيام.
وقال جوناثان راث هوفمان، المتحدث باسم البنتاغون في بيان إن القوات "في حالة تأهب قصوى" لكنها "لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية". وكان رئيس الحرس الوطني الأميركي أعلن سابقا أن 18 ألف فرد من الحرس يساعدون قوات إنفاذ القانون في 29 ولاية في البلاد.
بدورها أفادت وسائل إعلام محلية صباحا بإصابة 5 أشخاص، بينهم ضابط شرطة في إطلاق نار بمدينة نيويورك.
عشرات الآلاف تحدوا الحظر
وكان عشرات الآلاف من الأميركيين تظاهروا في شوارع مدن رئيسية لليلة ثامنة على التوالي من الاحتجاجات على مقتل فلويد أثناء اعتقاله، في تحد لمناشدات رؤساء البلدية ولحظر التجول الصارم لاسيما بعد أعمال الشغب والنهب التي تخللت بعض التظاهرات.
وخرجت مسيرات حاشدة في لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا ونيويورك وكذلك في العاصمة واشنطن قرب المتنزه الذي أُجلي المتظاهرون عنه الاثنين.
وعلى الرغم من أن مسيرات التضامن مع الأميركي القتيل جورج وغيره من ضحايا الشرطة غالبا ما تكون سلمية في الأغلب خلال النهار فإن بعض الحشود ترتكب أعمال شغب وتخريب وإحراق ونهب ليلاً وبشكل يومي.
وقد تعرض خمسة من أفراد الشرطة لإطلاق نار في مدينتين مساء يوم الاثنين.
"الصمت هو العنف"
أما خارج مبنى الكونغرس، فقد جثا متظاهرون على الركبة يوم الثلاثاء مرددين هتاف "الصمت هو العنف" و"لا عدالة، لا سلام" فيما تصدى لهم أفراد الشرطة قبل بدء حظر التجول الذي فرضته الحكومة.
وظل الحشد في متنزه لافاييت وغيره بعد حلول الليل رغم حظر التجول.
كذلك، بعد بدء حظر التجول في مدينة نيويورك، سار آلاف المحتجين من مركز باركليز باتجاه جسر بروكلين فيما حلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوقهم.
كما ملأ مئات المحتجين شارع هوليوود بمدينة لوس أنجلوس. وتجمع آخرون أمام مقر إدارة شرطة لوس أنجلوس وكانوا في بعض الحالات يعانقون ويصافحون صفا من الضباط في الخارج.
وكانت لوس أنجلوس مسرحا لأعمال شغب عنيفة في ربيع عام 1992 بعد تبرئة ساحة أربعة ضباط متهمين بضرب السائق الأسود رودني كينج.
وأسفرت الأحداث حينها عن مقتل أكثر من 60 شخصا وتسببت في أضرار تقدر بنحو مليار دولار.
تعاطف مع الاحتجاجات
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن معظم الأميركيين يتعاطفون مع الاحتجاجات.
وأجري الاستطلاع يومي الاثنين والثلاثاء وتوصل إلى أن 64 بالمئة من الأميركيين البالغين "يتعاطفون مع من يخرجون للتظاهر في الوقت الحالي"، فيما قالت نسبة 27 بالمئة منهم إنها لا تشعر بالتعاطف مع المحتجين وقال تسعة بالمئة إنهم غير متأكدين.
يذكر أن شرارة تلك الاحتجاجات انطلقت في البداية اعتراضا على مقتل فلويد الذي لفظ أنفاسه بعد أن بقي شرطي أبيض جاثما بركبته على رقبته لما يقرب من تسع دقائق يوم 25 مايو أيار في مدينة مينيابوليس.
ووجهت لضابط الشرطة تهمة القتل من الدرجة الثالثة وتهمة القتل غير العمد من الدرجة الثانية. كما أقيل ثلاثة ضباط آخرون متورطون لكن لم توجه لهم اتهامات، إذ كانوا حاضرين خلال الحادث لكنهم لم يقوموا بأي خطوة لمنع عنف زميلهم.