بدعوة من المملكة العربية السعودية، انطلق الثلاثاء، مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن مع الأمم المتحدة، في العاصمة الرياض، والذي يركز على دعم وتنسيق الجهود الأممية والدولية لتحسين الوضع الإنساني في البلاد، التي تواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع انتشار فيروس كورونا مؤخراً وأمراض أخرى.
فقد أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في كلمته أمام المؤتمر، أن المملكة تتبرع بنصف مليار دولار لمساعدة اليمن، داعيا المنظمات الدولية للمساهمة في مؤتمر المانحين، وكاشفا أن بلاده كانت قدّمت أكثر من 16 مليار دولار كمساعدات لليمن.
وقدّمت النرويج 175 مليون يورو لدعم اليمن في مؤتمر المانحين، كما تبرّعت هولندا بـ 15 مليون يورو، فيما منحت السويد 30 مليون دولار.
وأعلنت بريطانيا تقديم نحو 160 مليون جنيه إسترليني لدعم اليمن.
بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي، أن مسعى مؤتمر المانحين يهدف للتبرع بـ 71 مليون يورو.
من جهة أخرى، أشار وزير الخارجية إلى أن الميليشيات الحوثية لم تقبل مبادرة وقف إطلاق النار، مؤكدا على حرص المملكة الدائم على دعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل شامل في البلاد.
"حاجة ماسة للسلام"
ومع بداية الانطلاق، افتتح الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش المؤتمر بكلمة له أكد فيها أن هناك 24 مليون يمني بحاجة لمساعدات، مضيفاً أن عدد النازحين داخل اليمن بلغ عددهم 4 ملايين شخص.
كما أضاف أن اليمنيين غدوا بحاجة ماسة للسلام، داعياً الجميع للمساعدة في تمويل مواجهة الأزمة الإنسانية هناك.
في السياق أيضا، أشار غوتيرش إلى أن أكثر من 30 % من البرامج الأمميية الإغاثية باليمن ستغلق العام المقبل، منوها إلى أن نصف اليمنيين لا يستطيعون الحصول على مياه نظيفة، ومشيرا إلى النقص الحاد بأجهزة التنفس وسيارات الإسعاف في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد.
"معركة بقاء"
بدوره، أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، أمام مؤتمر المانحين، أن معركة اليمنيين اليوم هي معركة على البقاء، مشيراً إلى أن ثلثي الشعب بحاجة للمساعدة.
وأضاف أن الميليشيات ترفض كافة المبادرات لمواجهة كورونا.
الأولى المانحة لليمن تاريخياً
يشار إلى أن دعوة المملكة لعقد المؤتمر كانت امتدادًا لمساهمتها الإنسانية والتنموية عالميًا وفي اليمن على وجه الخصوص حيث تعد المملكة الدولة الأولى المانحة لليمن تاريخيًا، وخصوصًا في السنوات الخمس الماضية بتقديمها مساعدات إنسانية وإغاثية ومعونات للاجئين اليمنيين ومساعدات تنموية من خلال إعادة الإعمار ودعم البنك المركزي اليمني.
ويأتي تنظيم مؤتمر المانحين لليمن 2020 تأكيدًا للدور الريادي للمملكة العربية السعودية لدعم اليمن ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، داعية الدول المانحة بالمبادرة ودعم الجهود الرامية لنجاح هذا المؤتمر الإنساني الكبير بالوقوف مع اليمن وشعبه.