قال الاتحاد التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد، إنه سيتصدى بكل الأشكال لمحاولات استخدام الأراضي التونسية منطلقا للتدخل التركي أو الأميركي أو غيره من التدخلات الأجنبية في ليبيا، معتبرا أن ذلك سيكون احتلالا مباشرا.
وأكد الاتحاد في بيان، مساء الأحد، أنه على استعداد لتسخير كلّ قواه وكافّة أشكال الضغط لمنع جرّ تونس إلى مستنقع المحاور، ومطالبة السلطات بمختلف مستوياتها واختصاصاتها بالالتزام بموقف رفض الاصطفاف والنأي بالبلاد عن التورّط في تدمير ليبيا وتقتيل شعبها، مشيرا إلى تورّط جهات سياسية تونسية في دعم طرف على حساب الآخر.
ويأتي ذلك، بعد الجدل الذي أثاره رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، على خلفية تدخله في الأزمة الليبية لصالح حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، و محاولته توريط البلاد للاصطفاف وراء المحور التركي القطري وإغراقها في مستنقع الإسلام السياسي، وكذلك عقب بيان من القيادة الأميركية بإفريقيا (الأفريكوم)، لمحت فيه إلى إمكانية إرسال وحدة عسكرية أميركية إلى تونس، بسبب تصاعد النزاع في ليبيا.
وفي هذا السياق، دعا اتحاد الشغل رئيس الجمهورية ونوّاب البرلمان "الوطنيين" إلى تقديم مبادرة قانونية، "تمنع أيّ طرف مهما كان موقعه وقوّته من جرّ تونس إلى الاصطفاف وراء الأحلاف والتي تصبّ جميعها ضدّ مصلحة تونس وضدّ مصلحة الليبيين وشعوب المنطقة العربية"، مطالبا رئيس الجمهورية المخوّل دستوريا للتعبير عن الموقف الوطني، باتّخاذ كلّ الإجراءات الأمنية والحمائية والسيادية لحماية حدودنا ومنع تنقّل الإرهابيين من ليبيا وإليها.