كشف طه عبد الرحيم عبد الله بكر الغساني، المكنى الحاج عبد الناصر قرداش، أحد أهم قادة داعش المعتقل لدى جهاز المخابرات العراقي، والذي يظهر لأول مرة في الإعلام، والذي انفردت "العربية.نت" والحدث.نت" بحوار خاص وحصري معه كشف عن أهم أسباب التراجعات السريعة والمتلاحقة في مناطق نفوذ التنظيم الإرهابي.
ذكر القيادي الداعشي بالتفصيل مجموعة من الأسباب الهامة، التي كانت وراء انهيار دولتهم المزعومة بأسرع مما قامت، وهي كما قالها 10 أسباب لخصها في حواره الخطير معنا كالآتي:
أولاً. فقدان الثقة من قبل عناصر التنظيم بالقيادة التي تدير شؤونه، وخصوصاً المقاتلين الأجانب الذين لاحظوا تقديمهم في المعارك دون غيرهم، وفي المقابل عند حدوث انسحاب من مناطق القتال يتمكن العرب من الخروج لمعرفتهم بالمناطق التي يقاتلون فيها، ويبقى الأجانب الذين لم يتمكنوا من الهروب لطبيعة أشكالهم، مثل ما حدث في عملية تحرير قضاء تلعفر.
ثانياً. معركة كوباني التي استنزفت ما يقارب (8000) آلاف عنصر تلتها محاولة التنظيم سيطرته على (مصفى بيجي) والتي قتل فيه ما يقارب (12000) ألف عنصر أدى ذلك إلى ضعف عقيدة الجنود بالإضافة إلى ضعف قرارات قيادات التنظيم من تغيير خطط المعارك أو الانسحاب من المدن المهددة بالانهيار، حيث كان شعار الإرهابيين (أبو محمد العدناني، أبو صالح حيفا) هو عدم خسارة أي نفوذ دون إعطاء دماء، والذي أثر سلباً في مقاتليهم وبعض قياداتهم.
ثالثاً. المسؤولون عن إدارة التنظيم في مناطق نفوذه هم فئة قليلة ومقربون جداً من الإرهابي (أبو بكر البغدادي)، وهؤلاء لديهم فجوة مع أفراد التنظيم الذين يمثلون أغلبية الجند، حيث تعد من الأسباب التي أدت إلى أضعاف التنظيم إلى حد كبير بمعنى آخر أنهم كانوا منطقة عزل بين الإرهابي (أبو بكر البغدادي) وقيادات التنظيم والجند.
رابعاً. التقلب في منهج التنظيم الذي يستقي أغلب أتباعه تعاليمهم من أفكار التيار المتشدد، مما أفقد الثقة بمنهج التنظيم لوجود تيارين متعارضين (غلاة، مرجئة).
خامساً. تلقى التنظيم الإرهابي ضربة قوية بعد خسارة أغلب مناطق نفوذه إثر هزيمته في معركة (منبج)، حيث تم إصدار قرارات بالانسحاب من قبل عضو هيئة الحرب الإرهابي المكنى (أبو يحيى الشامي) تبعه تهديد الإرهابي (العدناني) للعناصر المنسحبة بالاعتقال، مما أدى إلى حدوث إرباك داخل صفوفهم بسبب القرارات المتضاربة من قياداتهم العسكريةمع العرض تم قتل أكثر من (1000) عنصر خلال خوضهم المعركة آنفاً.
سادساً. اختفاء البغدادي عن الساحة بعد خسائرهم المتوالية عام 2017 أثر بشكل عام على تنظيم الدولة حيث كان يتطلب اتخاذ قرارات سريعة استغلها بعض القادة الميدانيين من خلال اتخاذ قرارات متضاربة لمعالجة تقدم القوات الأمنية على ما تبقى من مناطق نفوذهم.
سابعاً. إنشاء الدواوين بقرار من البغدادي وبتوصية من الإرهابي (أبو بكر القحطاني) ضمن المفاصل العاملة في تنظيم الدولة تسبب بعدم مركزية القرار وتعارض الصلاحيات في بعض الولايات بين (الوالي، رئيس الديوان).
ثامناً. قرار إبقاء العوائل داخل أراضي التنظيم أثر سلباً على معنويات عناصر التنظيم وأضعف رغبتهم بالقتال وذلك لشعورهم بأن التنظيم استخدمهم كدروع بشرية لمنع تقدم القوات الأمنية على مناطق نفوذهم مع العرض كان البغدادي من أشد المعارضين لمقترح إخراجهم واعتبره (سوء ظن بالله)، حسب وصفه.
تاسعاً. البغدادي كان غير كفء لإدارة ملفات الدولة بسبب عدم إصداره القرارات الصائبة في اختيار القادة العاملين ضمن مفاصل التنظيم، بالإضافة إلى عدم امتلاكه خبرات عسكرية لاختيار التوقيتات والمناطق التي يجب استهدافها مثل معركة (سنجار)، والتي لم يجن التنظيم منها أي فائدة أو سيطرة عسكرية، بالإضافة إلى اهتمامه الكبير جداً بأمنه الشخصي من (اختيار مرافقين، تأمين المضافات، اتخاذ إجراءات مشددة في الحضور إلى الاجتماعات)، لكنه يفقد السيطرة على (الأمن) داخل أراضي التنظيم ووجود خروقات وخلافات كبيرة جداً في صفوفه مع العرض البغدادي يمتلك خلفية شرعية جيدة كونه من خريجي الدراسة الشرعية، ولكن في الفترة الأخيرة لم تكن له القدرة على حسم مواضيع البيانات والأمور الشرعية المستعصية وقام بتوكيل شرعيي الدولة بذلك.
عاشراً. القرار الذي اتخذه البغدادي بفتح جبهات قتال مع جميع الأطراف وبدون محايد.
يذكر أن قرداش من مواليد 1967 بالموصل، متحصل على بكالوريوس هندسة مدني، يسكن الموصل بحي مشيرفة، في عام 2005 ألقي القبض عليه من قبل القوات الأميركية بتهمة الانتماء إلى المجاميع الإرهابية.