وأوضحت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( صندوق الاستثمارات .. رؤية وفكر) : لقد أصبح من فضول القول؛ إن الأزمة الصحية العالمية الناتجة عن تفشي مرض كورونا أثرت بشكل كبير جدا في الاقتصاد العالمي، وهنا اليوم كثير من الحديث غير المنضبط بشأن هذه الآثار، وما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب. تقارير المنظمات العالمية تؤكد أن الشأن الصحي في أي بلد وطريقة تعامل الحكومة معه بوجود الوباء سيكونان حاسمين في تحديد اتجاهات الاستثمار في المستقبل، لكن من المؤكد أن من يملك السيولة القوية اليوم والحكمة في القرار سيكون قادرا على التأثير في مسارات الاقتصاد العالمي وشكله، خاصة أن الفرص التي أنتجها الوباء كبيرة وتحتاج إلى رؤية اقتصادية عميقة وفكر استثماري بعيد المدى. وبينت أن اليوم، تظهر الصناديق السيادية كصانع لهذا الشكل الجديد للاقتصاد العالمي بما تملكه من قدرات مالية ضخمة، ومع ذلك فإن القليل من هذه الصناديق يملك رؤية واضحة واستشرافا اقتصاديا يمكنه اليوم من اقتناص الفرص الراهنة. ورأت :في المقابل، يعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي واحدا من تلك الصناديق السيادية التي لديها رؤية واضحة ويترقب العالم قراراتها، وأين سيتم توجيه استثماراتها، فالصندوق يتمتع بمصداقية عالية نظرا لأن توجهاته الاقتصادية الصرفة والمعلنة وقراراته الاستثمارية مبررة اقتصاديا بشكل واضح، في الوقت الذي يدير أصولا بأكثر من 300 مليار دولار في حصص شركات عالمية كبرى مثل "أوبر"، وشركة صناعة السيارات الكهربائية "لوسيد موتورز". وأضافت: أن لقد أثبتت اتجاهات الأسواق نحو الشركات الرقمية أخيرا أنها كانت الأقدر على الاستمرار وإنتاج القيمة في ظل قرارات الإغلاق التي انتهجتها الحكومات حول العالم، وهو ما يعزز الاقتصاد الرقمي أكثر. وإذا كان العالم بحاجة إلى إعادة النظر في سياساته الصحية العامة، فإن ذلك قد يفرض عديدا من التحولات المقبلة في الاستثمارات والدول التي سيتم الاستثمار فيها، لذا سيظل العالم الرقمي الحر بعيدا كل البعد عن هذه الموجات المحتملة. وقالت أن في هذا المسار تشير التقارير إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي استحوذ على حصص كبيرة في عدد من الشركات بما في ذلك: "بي بي" و"بوينج" و"سيتي جروب" و"فيسبوك" و"ديزني"، كما أنه يتطلع لاستكشاف الفرص الاستثمارية حول العالم، ويسعى إلى تعزيز استثماراته في قطاع التقنية، على وجه الخصوص. كما أن الصندوق استحوذ في بداية نيسان (أبريل) الماضي، على حصة من شركة سفن الركاب الأمريكية "كارنفال"، في وقت فقد فيه سهم الشركة نحو 80 في المائة من قيمته منذ بداية العام الحالي؛ نظرا لما يمر به قطاع سفن الركاب في العالم من ظروف صعبة نتيجة تداعيات تفشي وباء فيروس كوفيد - 19، حيث كان يجري تداول سهم الشركة في بداية العام بأكثر من 50 دولارا، في حين تم تداوله مع تداعيات الأزمة بأقل من عشرة دولارات. كما تشير الأنباء إلى استحواذ الصندوق على حصص في أربع شركات طاقة أوروبية، حيث يحوز الصندوق 0.3 في المائة في شركة النفط والغاز النرويجية بما يضع الصندوق السعودي في المركز الـ19 بين كبار مساهمي الشركة، وتملك الحكومة النرويجية 67 في المائة. وجاءت استثمارات الصندوق في شركات الطاقة؛ نظرا لانخفاض أسهم هذه الشركات بصورة كبيرة، فقد انخفضت أسهم "إكوينور" إلى 95.20 كرونة في 16 آذار (مارس)، مسجلة أدنى مستوياتها منذ 2008، لكنها انتعشت بعد ذلك لتبلغ 135.50 كرونة، كما استحوذ على حصص في أربع شركات نفط عملاقة في أوروبا بقيمة مليار دولار شملت: Equnior, Royal Dutch ****l, Total, Eni SpA، كما واصل صندوق الاستثمارات العامة صفقاته حيث استحوذ على 15 في المائة من Related Companies أحد عمالقة التطوير العقاري في أمريكا التي تقوم بتشغيل أصول بقيمة تفوق الـ60 مليار دولار في عدد كبير من المدن حول العالم. وأضافت أن هذه الأرقام والاستراتيجية الاستثمارية توضح إلى حد بعيد الحكمة والتخطيط السليم للاستثمارات في "الصندوق السعودي"، وهذا يتم بتوجيه وإشراف مباشر من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يرى أن الذراع الاستثمارية القوية تضمن سلامة الاقتصاد واستدامته؛ نظرا للتنوع في الاستثمارات وعدم الاعتماد على مصدر وحيد كالنفط، كما أن شركات النفط تعمل لأعوام من أجل اكتشاف بئر من النفط، فإن أعمال صندوق الاستثمارات العامة لا تقل أهمية ولا دقة، من حيث ضرورة العمل بجهد كبير لاكتشاف الفرص الاستثمارية والشركات الناجحة التي تمثل بئرا لا تنضب من التدفقات النقدية المستدامة، كما أن التوزيع العلمي للمخاطر في المحفظة الاستثمارية يجنب الصندوق المخاطر التي قد تنتج عن تقلبات الاقتصاد العالمي. وختمت :فكما تظهر التقارير، فإن الصندوق السعودي أصبحت له حقوق وملكية وبعضها ذات تأثير في كثير من القطاعات والشركات العالمية، بدءا بشركات التقنية، وشركات الطاقة، حتى شركات السياحة التي يرى محافظ "الصندوق السعودي" أنها تمثل فرصا جيدة؛ نظرا لتراجع الأسهم مع توقف الأعمال المؤقت نتيجة الجائحة الصحية، كما أن هذا يمنح الصندوق مرونة كبيرة في قراءة الحدث الاقتصادي والاستثماري حول العالم والقطاعات، ويجعله حاضرا في الحدث ومؤثرا فيه بما يمكنه من الوصول إلى قرارات اقتصادية واعية، ولهذا فقد شكل صندوق الاستثمارات فريقا للبحث عن فرص واعدة للاستثمار في الشركات التي تأثرت قيمتها السوقية بسبب الأزمة الصحية الراهنة للفوز بحصص ذات تأثير. // انتهى //06:28ت م 0011