قال الممثل الأميركي الخاص لإيران، بريان هوك، لشبكة "سي إن بي سي" إن التزام واشنطن بأمن حلفائها الخليجيين لم يتغير، على الرغم مما يبدو أنه تحول في وضع القوة في المنطقة.
وأضاف: "لم تتغير مهمتنا على الإطلاق. نحن نقف مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة. نحن نبذل كل ما في وسعنا لحماية المصالح الأميركية".
وتأتي هذه التصريحات على خلفية أنباء عن أن البنتاغون سحب بطاريتي باتريوت مضادة للصواريخ من السعودية مع عدد من الأفراد العسكريين تم نشرهما العام الماضي في أعقاب الهجمات في المنطقة التي تلقي الرياض وواشنطن باللوم فيها على إيران.
واعترض هوك على الاقتراح القائل بأن هذا يعني أن الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى خصمها القديم إيران على أنه تهديد. وقال: "لا، هذا لا يعني أن إيران لم تعد تشكل تهديداً".
وأضاف: "إن مستويات قواتنا ترتفع وتنخفض اعتماداً على الظروف، بيد أن المهمة المحددة هي نفسها. مهمتنا لم تتغير على الإطلاق. نحن نقف مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة. نحن نفعل كل ما بوسعنا لحماية المصالح الأميركية".
وشدد هوك على ما اعتبره دور الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في استعادة "ردع عسكري موثوق به للعمل دفاعاً عن النفس"، مشيراً إلى مقتل القائد الإيراني الأعلى، قاسم سليماني، في كانون الثاني/يناير.
الحفاظ على سياسة الردع
وقال إن "الردع شيء يسهل خسارته لكن الحفاظ عليه هو سياسة عليك تنفيذها كل يوم، وسنواصل العمل مع السعوديين والإماراتيين وجميع شركائنا في المنطقة".
وقد أرسلت إدارة ترمب نحو 14,000 جندي إضافي إلى منطقة الخليج منذ مايو/أيار من العام الماضي، رداً على تصاعد التوترات بشكل كبير مع إيران.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بتنفيذ هجمات تخريبية متعددة على ناقلات أجنبية في مياه الخليج العام الماضي وبالهجوم على منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية في سبتمبر، وهي هجمات ينفيها النظام في طهران.
كما شهد العام الماضي تراكم سفن ودوريات البحرية الأميركية في مضيق هرمز وحوله، وهو القناة الحيوية لـ 30% من النفط المنقول بحراً في العالم.
الحلفاء يتقاسمون الأعباء
ورداً على سؤال حول ما إذا كان دافعو الضرائب الأميركيون سيواصلون قبول عبء تكلفة الدفاع عن حلفاء الخليج، لا سيما في خضم أسوأ تراجع اقتصادي منذ الكساد الكبير، شدد هوك على جهود الإدارة الأميركية نحو تقاسم الأعباء.
وقال الدبلوماسي إن "ما حاول الرئيس القيام به هو زيادة تقاسم الأعباء". وأضاف أن "الرئيس طلب المزيد من شركائنا وحلفائنا حتى لا تضطر أميركا إلى القيام بنصيب الأسد من العمل وقد نجحنا كثيراً".
وأشار هوك إلى بناء الأمن البحري الدولي، وهو اتحاد من الدول بقيادة الولايات المتحدة، وتم تشكيله العام الماضي لمراقبة المياه الإقليمية في الخليج وضمان حرية الملاحة.
وأضاف: "لدينا تحالف معا نعتقد أنه قام بعمل جيد في عرقلة وردع العدوان البحري الإيراني ولدينا عدد من المبادرات في المنطقة التي سنواصل العمل عليها".
كما أكد هوك تصميم الإدارة على تجديد حظر الأسلحة المفروض على إيران من المقرر أن ينتهى فى أكتوبر. وقال إن "مستويات القوات ووضع قواتنا ترتفع وتنخفض كما تقتضي الظروف".
وأضاف: "لكننا ملتزمون دائما بسلامة الدبلوماسيين الأميركيين والقوات الأميركية، وكذلك بدعم شركائنا وحلفائنا في المنطقة. وعلى مدى العام الماضي تقريبا، كنت قد رأيتنا نتحرك في جميع أنحاء المنطقة والمهمة لم تتغير".
واستهدفت عدة ضربات صاروخية شنتها ميليشيات عراقية مدعومة من إيران القوات الأميركية في العراق منذ مقتل سليماني في كانون الثاني/يناير، وفي نيسان/أبريل، واتهمت البحرية الأميركية الحرس الثوري الإيراني بإجراء "مضايقة" لسفنها بـ 11 زورقاً حربياً للبحرية الإيرانية.
ورد ترمب على الخبر بعد بضعة أيام على تويتر، وكتب: "لقد أوعزت إلى البحرية الأميركية بإسقاط وتدمير أي وجميع الزوارق الحربية الإيرانية إذا ضايقت سفننا في البحر".