شنّ نائب في برلمان النظام السوري، هجوماً هو الأعنف على روسيا، رداً منه على التسريبات الروسية التي تحدثت عن تحجيم رئيس النظام السوري، واعتبار موسكو له عبئاً بات يشكل صداعاً للقيادة الروسية.
وقال خالد العبود، النائب في برلمان النظام، عن محافظة درعا، على حسابه الفيسبوكي، الخميس، إن هناك كتابات تحدثت عن دور روسي جديد يمكن أن يساهم "سلباً" في العلاقات الروسية السورية، مضيفاً أن تلك الكتابات تحدثت عن تأطير وتحجيم الروس لدور الأسد، كما قال.
ورداً منه، على ما سمّاها "فرضيات سياسية قائمة" تقدّم هو بـ"فرضيات" أخرى، كتبها جميعها تحت عنوان: لكن، ماذا لو غضب الأسد من بوتين؟! تضمنت جملة تهديدات، لما تنطوي عليه من "فرضيات" صدام عسكري ما بين أنصار الأسد والروس، في جبال اللاذقية السورية التي تحوي قاعدة حميميم العسكرية الروسية.
إشادة بالدور الإيراني
وبعد مقدمة مطولة، سرد فيها العبود، خلفيات التدخل العسكري الروسي في سوريا، بدءا من عام 2015، قال العبود: وعلى ذلك، لم يعد بمقدور [الرئيس الروسي] بوتين أن يملي شيئا على الأسد، لماذا؟ فيجيب على ذلك السؤال الذي طرحه، بأن بوتين "في حاجة" للأسد كي يحافظ على مصالح بلاده، في سوريا، بحسب العبود الذي أكمل الإجابة، بالإشادة بالدور الإيراني في سوريا، على حساب العلاقات الروسية السورية التي اعتبرها "ثانوية" أمام علاقات الأسد بإيران.
واعتبر العبود، الأسد هو الذي منح بوتين "القدرة على أن يكون لاعبا على مستوى الإقليم"، مهدداً الرئيس الروسي بالقول: وأي عبث بهذا التقييم لن يكون لصالحه. ثم يبدأ بسرد احتمالات لصدام روسي مع الأسد، حسب وجهة نظره، مطلقاً أخطر تهديدات بحق الروس، صادرة من عضو في برلمان النظام، وصفها مراقبون بغير المسبوقة، وأنها تعكس حجم الخلاف الفعلي الحقيقي ما بين بوتين والأسد.
وقال العبود: ماذا بمقدور الأسد أن يفعل لبوتين، لو أراد فعلا أن يفعل به؟ ويضيف: ماذا لو أراد الأسد أن يلحق الهزيمة ببوتين ويسحب البساط من تحت قدميه؟ ماذا لو أن الأسد غضب من بوتين في سوريا؟ ثم يسأل: ماذا لو أن الرئيس الأسد اليوم شعر بأن بوتين يعمل عكس مصالحه في سوريا؟
حريق في جبال اللاذقية!
ثم يطلق أخطر تهديد يمكن أن تتوجه به شخصية رسمية تابعة للنظام السوري، فيقول: ماذا لو أن الأسد أغرق بوتين في حريق طويل في جبال اللاذقية؟ ويضيف تهديدا أشد من الأخير: ماذا لو أن الاستخبارات السورية فخخت هذه الجبال بعشرات الآلاف من المقاتلين الذين رفعوا شعار مقاومة الاحتلال الروسي أو بدأوا بعمليات انتقامية من القوات الروسية، نتيجة تدخل روسيا وبوتين تحديدا، في الشؤون الداخلية السورية؟
ويكمل العبود فرضيات تهديداته ضد الوجود الروسي في سوريا، ردا على التسريبات الروسية التي تحدثت في الأيام الماضية عن أن الأسد تحول إلى صداع بالنسبة للقيادة الروسية التي باتت تفضل انتقالا سياسيا بدون الأسد، يتابع العبود فرضياته الأعنف وغير المسبوقة فيقول: ماذا لو خرج الأسد على الشعب السوري، ليقول له بأن بوتين يمارس دور المحتل لبلادنا، وما على السوريين إلا مواجهة هذا المحتل؟!
وفي سياق التهديدات التي أطلقها العبود، ردا على المواقف الروسية المسرّبة التي تضمنت تغييرا جوهريا بنظرتها لمستقبل رئيس النظام السوري، استفاض البرلماني شديد القرب من دوائر الأسد، بتقديم فرضياته، كما سمّاها، ردا منه على فرضيات التغير الروسي بموقف موسكو من الأسد، فيقول: ماذا لو وقف مندوب سوريا في الأمم المتحدة ليقول: إننا نعتبر الوجود الروسي في سوريا احتلالا وسوف نواجهه بكل السبل؟ وينتهي إلى القول: صدّقوني لو أن شيئا من هذه الفرضيات حصل واقعيا، لتغير وجه العالم.
رامي مخلوف والتسريبات الروسية
ومنذ اللحظات الأولى، لنشر العبود قائمة فرضياته التي تهدد الروس في سوريا، علنا، ردا على تسريبات روسية تتحدث عن تغيير في نظرتها حيال مصير الأسد ونهاية دوره في البلاد، وردت تعليقات غالبها من أنصار النظام، وعلى صفحة العبود، تتوجس خيفة من تلك المواقف التي أطلقها برلماني شديد القرب من النظام، إلى الدرجة التي توقع بها أحد المعلقين، أن يقوم العبود بحذف ما كتبه، نظرا لما ينطوي عليه من تهديد علني وغير مسبوق للروس، في سوريا، من طرف شخصية مشهورة بشدة القرب من نظام الأسد.
ويرزح نظام الأسد، في الأسابيع الأخيرة، تحت ضغط تسريبات روسية متتالية، تتحدث عن أنه أصبح عبئا على القيادة الروسية، نظرا لفشله في إدارة البلاد، وعجزه عن مكافحة الفساد، وضغط فيديوهات ابن خاله، رامي مخلوف الذي ظهر إلى العلن مرتين، واصفا جميع من حول الأسد بأنهم ليسوا أهلا للثقة، مصورا رئيس النظام كما لو أنه لا يعرف ما يجري في البلاد، فبدا كالعاجز عن إدارة أي ملف، بحسب شخصيات قريبة من الأسد أعلنت موقفها المؤيد له، ردا على "ظهورات" ابن خاله المصوّرة.