تسلم الوزراء الجدد بالعراق المسؤوليات من سابقيهم المستقيلين، مساء الخميس، وذلك في القصر الحكومي في بغداد بحضور رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، بالإضافة إلى رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي.
وسيباشر الوزراء مهامهم وصلاحياتهم الجديدة من يوم الأحد، وهو أول يوم دوام رسمي في العراق.
وفي أول رد فعل معلن على تمرير حكومة الكاظمي، جددت ميليشيات حزب الله العراقية المدعومة من إيران موقفها الرافض لرئيس الوزراء مصطفي الكاظمي.
وقبل تمرير الحكومة، وصف "حزب الله" العراقي المقرب من إيران، تكليف رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي، بتشكيل الحكومة بأنه إعلان حرب، داعياً القوى السياسية والشعبية في البلاد إلى رفضه.
بالفعل يبدو أن وصول رئيس المخابرات العراقية السابق إلى سدة الحكم به أطراف خاسرة، بل إن المراقبين اعتبروا منح الثقة لحكومة الكاظمي يترجم تراجع الزخم الإيراني في العراق.
ميليشيات حزب الله العراقية، والمصنفة إرهابية من واشنطن، وتدير الميليشيات في العراق الآن، تتهم الكاظمي بمساعدة واشنطن في العملية الأميركية مطلع هذا العام، والتي أدت إلى مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس مؤسس ميليشيا حزب الله العراقية.
يذكر أن المهندس كان أسس ميليشيا حزب الله العراقية عام 2003، أي عقب سقوط نظام صدام حسين، بدعم من إيران.
الميليشيات اعتبرت أن وصول الكاظمي للكرسي لا يعفيه من تورطه بمساعدة واشنطن، بل تحدثت عن ضرورة ملاحقة المتورطين باغتيال سليماني أيا كان وصفهم الوظيفي.
وحتى الآن لم تصدر باقي الفصائل المسلحة والميليشيات الموالية لإيران أي موقف بعد من حكومة الكاظمي، وهي تختلف بالتوجهات والأهداف والقيادة والتبعية، ولكن يظل الخبراء يؤكدون أنهم الخاسر الأكبر من تسمية الكاظمي رئيسا للوزراء.
والحكومة الجديدة تحظى باحترام دولي وإقليمي، ما يمنح الكاظمي ميزة في تنفيذ تعهده بحصر السلاح بيد الدولة، وهي طبعا مهمة غير سهلة، كون أنها تعني استرجاع الدولة من الميليشيات التي استولت على جزء كبير من القرار الأمني.
ومنذ فجر الخميس، بعد إعلان الكاظمي رئيسا للوزراء، لم تتوقف المباركات وتصريحات الدعم له من القادة والزعماء حول العالم، حيث هنأ الملك سلمان بن عبدالعزيز الكاظمي بتوليه رئاسة الحكومة، وأيضا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رحب برئيس الحكومة الأصغر في تاريخ العراق، ودعاه لزيارة العاصمة السعودية الرياض.
القيادات في واشنطن كان لها ترحيبها أيضا بنيل حكومة الكاظمي ثقة البرلمان، وبريطانيا لها موقف مماثل وأعلنت أنها على أهبة الاستعداد لدعم حكومة الكاظمي والعمل معه في محاربة داعش وأزمة كورونا والإصلاح الاقتصادي والأمني.
المبعوث الأميركي السابق للتحالف الدولي ضد داعش من جهته، بارك للكاظمي، وقال إنه يتمنى لصديقه التوفيق في دوره الجديد، ووصفه أيضا بالقائد المتمرس، وأنه يملك أجندة هائلة للعراقيين، مطالبا الجميع برفع سقف الآمال بنجاحه.