خلص تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية المتخصصة بالأخبار الاقتصادية إلى أن السعودية كسبت معركة النفط واستفادت منها في السوق، كما استطاعت أن توسع حصتها السوقية بفضل هبوط الأسعار الشهر الماضي فيما لا يزال أغلب المنتجين يسعى للحفاظ فقط على حصته السوقية.
وبدأت أسعار النفط مشوار الصعود بداية شهر مايو الحالي بعد أن دخل اتفاق "أوبك+" حيز التنفيذ، حيث ارتفع البرميل إلى ما فوق الثلاثين دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء بعد أن سجلت أسعار النفط ارتفاعات كبيرة لليوم الثالث على التوالي، وذلك بالتزامن أيضا مع تخفيف اجراءات الإغلاق التي تم اتخاذها في أغلب دول العالم.
ولفت تقرير "بلومبيرغ" إلى أن منتجي النفط في مختلف أنحاء العالم عادوا إلى شحن موجودات الخام التي لديهم، فيما "يبدو أن السعودية كسبت المعركة واستطاعت بيع كميات أكبر من النفط لزبائن جدد بفضل هبوط الأسعار".
وأضاف: "السعودية كانت واحدة من أربعة منتجين فقط في العالم استطاعوا أن يزيدوا مبيعاتهم النفطية إلى الهند خلال شهر أبريل الماضي، كما أن شحنات النفط السعودية إلى الصين تضاعفت، كما أن صادرات النفط السعودية الى الولايات المتحدة ارتفعت الشهر الماضي إلى 1 مليون برميل يومياً، وهذا أعلى مستوى لها منذ أغسطس 2018".
وقال الباحث في معهد أكسفورد لأبحاث الطاقة أحمد مهدي إن "السعودية أبلت بلاء حسناً"، في إشارته إلى الصراع الدولي بين منتجي النفط على المشترين وعلى الحصص السوقية.
وأضاف مهدي: "أرامكو كانت قوية جداً في حمايتها لحصتها السوقية في آسيا"، بحسب ما نقلت عنه "بلومبيرغ".
وكانت شركة "أرامكو" قد خفضت أسعار البيع لنفطها خلال شهر أبريل الماضي إلى أدنى مستوى له منذ عقود، وذلك من أجل الحفاظ على حصتها السوقية أمام المنافسين.
وتبعاً لذلك ارتفعت صادرات النفط السعودية إلى الصين لمعدل الضعف الشهر الماضي لتبلغ 2.2 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى لها منذ بدأت وكالة "بلومبيرغ" تتبع حركة النفط العالمي في العام 2017. أما الصادرات النفطية السعودية إلى الهند فوصلت لمستوى 1.1 مليون برميل يومياً الشهر الماضي، وهو أيضا أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات على الأقل كما تؤكد "بلومبيرغ".
وتخلص "بلومبيرغ" إلى أن السعودية نجحت في إزاحة بعض منافسيها في سوق النفط العالمي واستحوذت على حصة أكبر في السوق، وذلك على الرغم من الإغلاق الذي تشهده أغلب دول العالم بسبب "كورونا" والذي تسبب أصلاً بهبوط الطلب على الوقود.