تحت وطأة الانتقادات المتصاعدة لا سيما من قبل الولايات المتحدة، ألمحت الصين إلى استعدادها لزيادة مساهماتها في دعم جهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة فيروس كورونا الذي انطلق من ووهان الصينية في ديسمبر الماضي، قبل أن يجتاح العالم برمته، مصيباً أكثر من 3،6 مليون إنسان.
فقد أعلنت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، أنها قد توسع تمويلها لمكافحة فيروس كورونا إذا احتاجت إلى دعم مبادرة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
"عداء متصاعد"
وأتى الموقف الصيني الجديد هذا وسط تصاعد حدة الاتهامات الأميركية لبكين بعدم الشفافية وتسترها حول الفيروس في بدايات ظهوره فضلاً عن اتهام مختبر ووهان لعلم الفيروسات بتورطه في تسلل الفيروس من أروقته، وهو ما نفته مرارا السلطات الصينية.
كما تتهم الإدارة الأميركية الصين بشن حملة تلميع صورة عبر التبرع بمساعدات لدول عدة من أجل التخفيف من وطأة الغضب والانتقاد الدولي.
إلى ذلك، أتى هذا الموقف الصيني بعد تقرير استخباراتي قدم إلى أرفع المستويات في البلاد، وأشار قبل يومين إلى تصاعد العداء تجاه الصين، على خلفية المواقف الأميركية.
ورأى التقرير الذي أعدته المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، وهي مؤسسة فكرية تابعة لوزارة أمن الدولة، أكبر جهاز مخابرات في الصين، وقدمته إلى أعلى السلطات في البلاد، وإلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، أوائل إبريل، أن موجة العداء هذه المتصاعدة قد تضع البلاد في مواجهة مع الولايات المتحدة.
مليارات لدعم صد الوباء
وكان قادة العالم تعهدوا الاثنين بمليارات اليورو لأبحاث تطوير لقاح مضاد للفيروس المستجد، لكنهم حذروا من أنها مجرد بداية جهود يجب أن تكون مستدامة بمرور الوقت للتغلب على المرض.
وفي قمة عبر تقنية الفيديو، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن "الهدف الذي تبلغ قيمته 7.5 مليار يورو (8.2 مليار دولار) والذي يتم السعي إليه للمساعدة في العثور على لقاح وعلاجات جديدة واختبارات أفضل للمرض سيكون مجرد دفعة أولى، لتمويل الأدوات المطلوبة لمكافحة الفيروس." وأضاف: "للوصول إلى الجميع في كل مكان، نحن على الأرجح نحتاج خمسة أضعاف هذا المبلغ".
وبعد ساعتين من القمة التي استضافها الاتحاد الأوروبي، تم التعهد بأكثر من 5.4 مليار يورو، وفقا لإحصاءات المفوضية الأوروبية.