المدينة المنورة 12 رمضان 1441 هـ الموافق 05 مايو 2020 م واس يحاول الأطفال التعايش مع روحانية شهر رمضان تقليداً للكبار في الصيام والصلاة وقراءة القرآن الكريم ، ومع هذه الرغبة يبرز دور الوالدين في تشجيعهم وإشراكهم في هذه المشاعر وتعزيز القيم الدينية والاجتماعية لديهم . وطيلة أيام الشهر الفضيل يحرص الآباء والأمهات على تعويد أطفالهم على صوم ساعات معينة أو بعض أيام الشهر، ولتحقيق ذلك تبتكر بعض الأسر حوافز مشجعة لهم ، فقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم - يعوّدون أبناءهم على الصيام وهم صغار . لا شك في أن شهر رمضان فرصة عظيمة، ومناسبة فريدة يستطيع الأهل من خلالها أن يعودوا أبناءهم على أداء الصيام خاصة، وتعاليم الإسلام عامة، كالصلاة، وقراءة القرآن، وحسن الخلق، واحترام الوقت، والنظام، ونحو ذلك من الأحكام والآداب الإسلامية. ويصف لـ "واس " الطفل رائد عبدالمحسن ذو الـ 9 أعوام صيامه بمثابة تحدٍّ مع نفسه وإخوته الأكبر سناً ، وأنه بدأ محاولة الصيام من رمضان العام الماضي ، لافتاً النظر إلى أنه يقضي ساعات الصيام الممتدة لـ 14 ساعة ملازماً لوالده وإخوته أثناء أداء الصلوات ، وتلاوة القرآن الكريم . معلم التربية الإسلامية بالمدينة المنورة غالب العوفي أكد من جانبه أنه لا ينبغي إجبار الأطفال على الصيام في سنّ مبكرة ما لم يكونوا قادرين عليه، مبيناً أن تعويد الأبناء والبنات على الصيام وتشجيعهم عمل مرغوب فيه ويحضّ عليه ديننا الإسلامي قبل أن يكون واجباً عليهم عند البلوغ ، مشيراً إلى أن الصيام يعلّم النشء ضبط النفس والالتزام والصبر. وشدد على الأهالي أن يستثمروا إقبال أبنائهم على الصوم، وذلك بتشجيعهم والأخذ بأيديهم على هذا النهج ودعمهم معنوياً والاقتداء في ذلك بصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ كانوا يُعوِّدون أبناءهم على الصيام، وجعلوا لهم من وسائل التسلية ما يلتهون بها وقت الصيام حتى يحين موعد الإفطار. ولشهر رمضان الكثير من الفوائد التربوية والاجتماعية تحدث عنها الأخصائي الاجتماعي محمد الحازمي أهمها تهذيب النفوس وتنمية الطاقات وزرع القيم السلوكية والعادات الحسنة التي تسمو بالإنسان، كذلك المشاركة والشعور بالآخرين وإحساس الطفل أنه يعيش الأجواء الاجتماعية في رمضان مع أسرته ومجتمعه، فضلاً عن تنمية قوة الإرادة عند الأطفال. إن المبادرة بتدريب الأطفال على الصيام أمر مهم ، فشهر رمضان هو البيئة المناسبة لتعويدهم وغرس أفضل القيم في نفوس الصغار، وتنمية قدراتهم وفعل الخير وتقوية روابط الأرحام وغرس أسس التكافل الاجتماعي والعطاء . // انتهى //19:58ت م 0168