على الرغم من الجدل "السياسي" المحتدم حول مصدر الوباء الذي حصد ربع مليون روح حتى الآن حول العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر الماضي، أكد مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، أنطوني فاوتشي أن فيروس كورونا لم يخرج من مختبر.
ووسط حدة الاتهامات الأميركية الموجهة إلى بكين وتحديداً إلى مختبر ووهان الصيني، وآخرها تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قال فاوتشي، الذي يعتبر خبيراً أساسياً ضمن فريق عمل البيت الأبيض لمواجهة الفيروس المستجد، في مقابلة مع مجلة ناشيونال جيوغرافيك:" إذا نظرت إلى تطور الفيروس في الخفافيش وما هو موجود الآن، فالدليل العلمي يميل بقوة شديدة إلى أنه لا يمكن التلاعب بالفيروس بشكل مصطنع أو متعمد في مختبر ما.
وتابع:" كافة دلائل تطور الفيروس التدريجية عبر مرور الوقت بقوة تشير إلى أنه تطور في الطبيعة ثم قفز أو انتقل إلى فصائل أخرى.
كما استبعد احتمال أن يكون شخص ما اكتشف الفيروس التاجي في البرية، وأحضره إلى المختبر، ثم تسلل الفيروس خطأ إلى الخارج.
"الفيروس لن يختفي"
وبتلك التصريحات يعارض فاوتشي التي أثارت بعض تصريحاته الجدل سابقاً بين الأأميركيين حول الوباء، مواقف العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية لجهة اتهام مختبر ووهان بتسلل الفيروس من أحد غرفه!
إلى ذلك قال خبير الأوبئة الأميركي: لا أعتقد أن هناك فرصة لاختفاء هذا الفيروس، أظن أنه سيكون موجودا معنا لفترة، وإذا ما أتيحت له الفرصة، فإنه سيعاود الظهور مجدداً.
وكان بومبيو قال الأحد إن هناك "عدداً هائلاً من الأدلة" على أن مصدر وباء كوفيد-19 هو مختبر في مدينة ووهان الصينية، مكرراً تصريحات سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترمب أيضاً أتت في نفس السياق، لافتة إلى وجود أدلة على تورط المختبر المذكور.
مصدر الفيروس.. العلم سيجد الأجوبة!
في حين أكّدت منظمة الصحة العالمية الاثنين أنّ واشنطن لم تقدّم أي أدلة تدعم "تكهّنات" ترمب. وقال مدير الطوارئ لدى المنظمة مايكل رايان خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت من مقرّها في جنيف "لم نحصل على أي معلومات أو أدلة محددة من حكومة الولايات المتحدة على صلة بالمصدر المزعوم للفيروس، لذا لا يزال الأمر من وجهة نظرنا (مجرّد) تكهّنات".
كما أضاف قائلاً "مثل كل منظمة قائمة على الدليل، نودّ فعلاً تلقّي أيّ معلومات حول مصدر الفيروس إذا كانت هذه البيانات والأدلّة متوافرة، يعود للحكومة الأميركية أن تقرّر ما إذا كان بإمكانها تقاسمها ومتى يمكنها ذلك، لكن من الصعب على منظمة الصحة العالمية إبداء رأي في غياب معلومات" تدعم هذه الاتهامات.
إلى ذلك، قال "نحن نركز على الأدلة المتوافرة لدينا، والأدلة التي نملكها انطلاقاً من تفكيك الخارطة الجينية ومن كلّ ما نقل إلينا تقول إن الفيروس طبيعيّ المنشأ".
وختم المسؤول مشدداً على أن "العلم يجب أن يكون المحور. العلم سيجد الأجوبة".