دون أن تغوص في تفاصيل الرحلات الجوية المحملة بأطنان الذهب من فنزويلا إلى طهران، استنكرت إيران ما وصفته بـ" الاتهامات الأميركية"، معتبرة أنها تأتي فقط في إطار الضغط على الحكومة الفنزويلية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن التصريحات الأميركية تأتي في إطار "ممارسة مزيد من الضغوط على حكومة نيكولا مادورو، والإخلال بالعلاقات التجارية بين طهران وكاراكاس".
كما اعتبر موسوي أن تلك التصريحات لا أساس لها، مضيفاً أن "الإدارة الأميركية فشلت في تنفيذ سياساتها ضد فنزويلا بما فيها الحظر الاقتصادي والتهديد العسكري، لذا تحاول من خلال هكذا اتهامات الإخلال بخطة الحكومة الفنزويلية لصيانة مصافي البلاد للمشتقات النفطية بما فيها البنزين من أجل سد العجز الحاصل جراء الحظر الأميركي".
إلى ذلك، غردت وزارة الخارجية الإيرانية معتبرة تلك "التعليقات لا أساس لها وقد صدرت من أجل تمهيد الأرض لضغوط أميركية متزايدة على الحكومة الفنزويلية".
كما قالت في بيان منفصل، بحسب ما أفادت "أسوشييتد برس"، إن الولايات المتحدة تعتزم "عرقلة خطة الحكومة الفنزويلية لإحياء المصافي في البلاد".
إلا أن كل تلك الردود لم تتطرق بشكل مباشر إلى "المزاعم" أو توضح طبيعة التعاون بين البلدين، وسبب الرحلات المتواصلة هذه خلال الأيام الماضية.
"يتلقون دفعات من الذهب"
يأتي هذا بعد أن أكد المبعوث الأميركي لشؤون فنزويلا، إليوت أبرامز، قبل يوم، أن إيران أرسلت "مزيداً من الطائرات" إلى فنزويلا خلال السبوع الجاري. وأضاف خلال حديث في مركز الأبحاث المحافظ "معهد هادسون" في واشنطن "'تخميناتنا تشير إلى أنهم يتلقون دفعات من الذهب"، مشيرا إلى أن "هذه الطائرات القادمة من إيران التي تنقل أشياء لصناعة النفط تعود محملة بثمن هذه الأشياء: ذهبا".
إلى ذلك، أوضح أن دور إيران كشف الدعم المحدود الذي يتلقاه مادورو من روسيا والصين اللتين وقفتا إلى جانبه على الرغم من الضغوط الغربية. وقال إن "أحد الأسباب التي تدفعني إلى ذكر ذلك ليس فقط إظهار أن إيران تلعب دورا متزايدا بل لفت النظر إلى الدفعات النقدية". وأضاف: "نحن نعرف أن مادورو أراد الحصول خلال العام الماضي على قروض إضافية روسية وصينية واستثمارات إضافية، ولم يحصل على سنت واحد".
9 أطنان من الذهب
وكان تقرير لشبكة "بلومبيرغ" أفاد، الخميس، أن شركة الطيران الإيرانية "ماهان إير" أرسلت أكثر من 6 طائرات إلى الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية الأسبوع الماضي وحده. وقد حملت على متنها قطع غيار وفنيين للمساعدة في إصلاح مصفاة رئيسية على طول الساحل الشمالي الغربي لفنزويلا.
ومقابل تلك المساعدة، حملت كاراكاس طائرات ماهان سبائك من الذهب في طريق العودة إلى طهران، حسب ما قال أشخاص مطلعون على الملف طلبوا عدم ذكر أسمائهم، لأنه غير مصرح لهم بالتحدث علنًا عن المعاملات. فقد عمدت السلطة في فنزويلا إلى فتح خزائن الذهب في البلاد وتسليم أطنان من سبائك المعدن الأصفر الخالص إلى حليفتها في طهران، بحسب ما نقلت بلومبيرغ عن أشخاص على اطلاع مباشر على الملف.
وأفادت المصادر أن مسؤولين حكوميين كدسوا نحو 9 أطنان من الذهب – أي ما يعادل 500 مليون دولار - على متن طائرات متجهة إلى طهران هذا الشهر كدفعة مقابل مساعدة إيران في إحياء مصافي البنزين المعطلة في فنزويلا.
وقد تركت تلك الشحنات، التي أسفرت عن انخفاض مفاجئ في أرقام الاحتياطي الأجنبي في فنزويلا، البلد الذي مزقته الأزمة الاقتصادية مع 6.3 مليار دولار فقط من الأصول بالعملة الصعبة، وهو أدنى مبلغ منذ ثلاثة عقود.
يشار إلى أن وكالة أسوشيتد برس كانت بدورها أشارت في تقرير الشهر الماضي إلى أن شركة ماهان إير تقوم بتوصيل مكونات كيميائية رئيسية مستخدمة لإنتاج البنزين للمساعدة في إنعاش مصفاة قديمة في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، والتي تقع في خضم أزمة اقتصادية حادة.