"ملك الدنيا وشغل الناس، هو حال الزعيم الكوري الشمالي الذي سبب غيابه قلقا دوليا بدأ منذ أسابيع مازال مستمرا حتى اليوم.
إلا أن كيم يونغ أون أو "الزعيم الغريب"، لم يكن أول من اختفى فجأة، فقد شهدت الشمالية في الماضي اختفاءات مفاجئة لزعماء آخرين.
رعب الاختفاءات
وبالعودة إلى الوراء، سجلت الدولة التي تفرض تعتيما كبيرا على كل ما يتعلق بأخبارها، لا سيما شؤون القيادة، اختفاء كيم إل سونغ جد الزعيم الحالي، وروجت تقارير إعلامية في الجارة الجنوبية خبر وفاته يوم 16 نوفمبر 1986، حيث تحدثت صحف عن اغتياله، مما أثار فرحة كبيرة في الجيران، الذين كانوا أشد الناس عداوة له.
وظل حينها كيم مختفيا عن الأنظار على مدى يومين، قبل أن يظهر على قيد الحياة وفي صحة جيدة، حيث التقطت له صورة في مطار بيونغ يانغ، أثناء استقباله وفدا منغوليا.
كما عاشت الشمالية أيضا رعب اختفاء كيم جونغ إيل، وهو والد الزعيم الحالي، حيث كان كيم من بين أكثر الأشخاص الذين أثيرت حولهم شائعات وتقارير الوفاة، ففي عام 2004، أثار انفجار هائل في محطة للسكك الحديدية تتواجد في الحدود مع الصين شائعات عن محاولة اغتياله، على اعتبار أنه كان يتواجد في المنطقة نفسها قبل ساعات قليلة من وقوع الحادث، ولم ينفِ مسؤولو البلاد الخبر أو يؤكدوه.
وروج في عام 2008 خبرا مفاده أن الرئيس الكوري الشمالي توفي بعد إصابته بسكتة دماغية.
وحين توفي كيم يونغ إيل في ديسمبر 2011، بعد سنوات من تدهور حالته الصحية وغيابه عن الأنظار، لم يتم إعلان ذلك بشكل رسمي إلا بعد مرور يومين عن الوفاة.
وأيضا، اختفت كيم كيونغ هوي وهي عمة الزعيم الحالي، فقد كانت كيونغ هوي امرأة قوية، وكان لها نصيب من شائعات الوفاة، حيث روجت قناة أميركية عام 2015 تقريرا مفاده أن كيم يونغ أون قام بتسميم عمته البالغة من العمر 73 عاما، حتى الموت.
فلم تظهر كيم كيونغ هوي في الإعلام حتى يناير الماضي، حين ظهرت في مقطع فيديو جالسة قرب ابن أخيها خلال حفل موسيقي.
وحتى الزعيم الشاب، كيم يونغ أون فقد اختفى في عام 2014، مدة تقارب 6 أسابيع، قبل أن يعاود الظهور وهو يسير بالعكاز، وقالت وكالة استخباراتية في كوريا الجنوبية آنذاك إن كيم خضع لعملية جراحية على مستوى الكاحل.
يخت وقطار
إلا أن الأنباء الغامضة هذه المرة عن الزعيم المختفي أثره منذ 11 أبريل/نيسان الجاري، مازالت تشهد مؤشرات متضاربة سواء حول صحته أم مكان تواجده.
فآخر الأنباء غير القاطعة بطبيعة الحال أتت أمس الأربعاء عبر أقمار اصطناعية رصدت يخت الزعيم الفاخر قبالة "فيلته" في ووسان. وقال خبراء يتابعون الأوضاع في كوريا، إن صورا بالأقمار الصناعية توضح تحركات زوارق فاخرة كثيرا ما يستخدمها كيم وحاشيته في الآونة الأخيرة، قرب وونسان، تمثل دلائل جديدة على وجوده في هذا المنتجع الساحلي.
كما لفتت وسائل إعلام في كوريا الشمالية الخميس إلى نشاط جديد للزعيم، ولكن أيضاً هذه المرة دون أي صورة له، ما زاد الشكوك بدل أن يخففها.
ولعل التصريح الأكثر مفاجأة، أتى من غريم لكيم، أو منشق عن نظامه. فقد أكد، دبلوماسي كوري شمالي سابق منشق أن الزعيم الشاب، الذي أفادت تقارير سابقة أنه خضع لعملية جراحية، وحالته حساسة،" لا يستطيع الوقوف أو المشي بمفرده".
وقال ثاي يونغ هو، الذي أصبح في الوقت الحاضر، مسؤولاً سياسيا في كوريا الجنوبية، لشبكة "سي أن أن"، إن مسألة خضوع كيم لعملية جراحية غير مؤكدة، لكن الأكيد أنه عاجز عن المشي، أو حتى الوقوف بمفرده.
كما شدد على أن تغيب كيم عن حضور ذكرى جده مؤسس كوريا الشمالية، كيم إيل سونغ، إحدى أهم المناسبات في البلاد الأسبوع الماضي، تؤكد أنه في حالته سيئة.
أما عن تحركات قطار كيم، فاعتبر أنها يمكن أن تكون مجرد تمويه، وهو تكتيك كان يتبع دائما في السابق، قبيل تحركات الزعيم، حيث يرسل قطار فارغ إلى أجزاء مختلفة من البلاد.
وحتى اليوم، تبقى أخبار الزعيم الكوري تكهنات إلى أن تثبت صحتها أو تنفى، إما بظهوره الزعيم شخصيا أو إعلان رسمي من البلاد.