مازال سباق اللقاحات بين الدول مستمرا، بعد أن أضحى العالم يسابق الزمن لإيجاد حل ينهي تفشي فيروس كورونا المستجد، ويوقف إزهاق الأرواح.
فبعد أميركا وبريطانيا، أعلنت السلطات الصحية الفيدرالية في ألمانيا، الأربعاء، أن شركة "بيونتيك" التي مقرها في ماينز والمرتبطة بمختبر بفايزر الأميركي، ستباشر تجارب سريرية أولى على لقاح ضد الوباء.
في التفاصيل، كشف معهد بول إيرليخ على موقعه الإلكتروني أن التجارب ستشمل في مرحلة أولى 200 من المتطوعين الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما، موضحا أنها تشكل "الاختبار الرابع على الإنسان" في العالم، في سياق البحث عن لقاح ضد مرض كوفيد-19.
بريطانيا تعد أيضاً
من جهة أخرى، يترقب العالم أول تجربة للقاح ضد فيروس كورونا على البشر الخميس، بعد أن طورته جامعة أكسفورد في بريطانيا.
وقال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، الثلاثاء، إنه "يسخّر كل شيء" لصالح محاولة بريطانيا تطوير أول لقاح في العالم ضد COVID-19.
كما أوضح هانكوك أن حكومته ستمنح العلماء 20 مليون جنيه إسترليني إضافية للمساعدة في تجاربهم، و22.5 مليون جنيه إسترليني إضافية لمشروع آخر في إمبريال كوليدج لندن.
وسيتم اختبار لقاح أكسفورد، المعروف باسم "ChAdOx1 nCoV-19" على حوالي 510 أشخاص من أصل 1112 تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً.
ورغم أن اللقاحات في بدايتها غير مؤكدة النتائج، وتستغرق عادة سنوات، لكن لقاح أكسفورد إن أثبت نجاحه فسترفع القدرة على تصنيعه وبالتالي تقديمه للمرضى.
كما ستستغرق التجربة ستة أشهر وستكون مقتصرة على عدد قليل من الأشخاص حتى يتمكن العلماء من تقييم ما إذا كانت نتائجها آمنة وفعالة.
إلى ذلك اعتبر هانكوك الذي كان يتحدث في المؤتمر الصحافي الخاص بتطورات كورونا أن كلا اللقاحين: أكسفورد وإمبريال كوليدج لندن واعدان.
تجارب أميركية أيضاً
في السياق أيضا، أعلن المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأميركي بقيادة الدكتور أنتوني فاوتشي أنه لا توجد أدلة علمية كافية على فعالية أي دواء في علاج فيروس كورونا حتى اليوم، وذلك بعد أشهر من التجارب التي أجراها مركز أبحاث المعهد وشارك فيها مجموعة من الخبراء.
وأكد تقرير المعهد أن العلماء حتى الساعة لا يعرفون الكثير عن الفيروس وعن كيفية مكافحته وعلاجه، متفقاً مع نتائج العديد من المراكز البحثية والخبراء في الولايات المتحدة.
من جانبه، أوضح الدكتور فاوتشي أن العديد من التجارب السريرية تجرى حالياً لمعرفة فعالية عدد من الأدوية، ولكن من السابق لأوانه القول إذا كانت فعالة أم لا، مضيفا أن الخبراء لم يتوصلوا إلى أي أدلة علمية كافية للتوصية باستخدام أو عدم استخدام الأدوية المضادة للفيروسات أو التي تؤثر على الجهاز المناعي، للأشخاص الذين يعانون من كوفيد -19.
يذكر أن فيروس كورونا طال أكثر من مليونين ونصف المليون إنسان، خالقا أزمة صحية هي الأسوأ في العالم الحديث، بحسب ما أكدت منظمة الصحة العالمية في تصريحات سابقة.
ورمى الوباء أيضا بثقله على الاقتصاد العالمي، بكافة قطاعاته وفي شتى الدول، لا سيما في أوروبا، التي ضرب فيها قطاعات حيوية، لعل أبرزها السياحة وصناعة السيارات وغيرها.