لا تزال كوريا الجنوبية تواصل تسجيل ارتفاع عدد المرضى الذين عاودهم فيروس كورونا، بعد أن ثبت تخلصهم منه.
وفي حين لا يزال خطر انتقال العدوى منهم إلى الآخرين يبدو منخفضاً حتى الآن، إلا أن القلق يساور السلطات في البلاد من موجة ثانية للوباء.
فقد أعلنت غيونغ إيون- كيونغ، مديرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في البلاد، يوم الجمعة أن 163 شخصًا على الأقل ثبتت إصابتهم مرة أخرى بعد خروجهم الأولي من المستشفيات، وهو ما يمثل أكثر من 2% من حالات التعافي البالغ عددها 7829 في البلاد. وقالت إن المرضى كانوا قد قضوا 13.5 يومًا في المتوسط بعد إطلاق سراحهم عندما ثبتت إصابتهم مرة أخرى، على الرغم من أن أطول فجوة كانت 35 يومًا.
وبينما تحقق السلطات الصحية في أسباب مثل هذه الحالات، بما في ذلك ما إذا كانت مرتبطة بطفرات الفيروس، فقد قللت حتى الآن من احتمالية إصابة الأشخاص بعدوى بعد الشفاء التام.
لكن السؤال المطروح على الرغم من التفسيرات الآنفة يبقى لماذا عاود الفيروس إصابة بعض الكوريين؟
يقول خبراء الطب والصحة في البلاد إن من التفسيرات الرئيسية المحتملة الإصابة بالعدوى من جديد أو انتكاسة للعدوى القديمة أو عدم اتساق الاختبارات.
عدوى جديدة أم انتكاسة؟
رغم أن العدوى الجديدة ستكون أكثر السيناريوهات مدعاة للقلق، بسبب ما تنطوي عليه من احتمالات بالنسبة لإمكانية تكوين مناعة جماعية فإن مركز مكافحة الأمراض وكثيرين من الخبراء يقولون إن ذلك مستبعد.
ويميل مركز مكافحة الأمراض إلى ترجيح وجود شكل ما من أشكال الانتكاسة أو "نشاط" الفيروس من جديد.
كما يرى الخبراء أن الانتكاسة قد تعني أن بعض مكونات الفيروس ربما تدخل مرحلة خمول بعض الوقت أو ربما يكون بعض المرضى من أصحاب حالات صحية معينة أو مناعتهم ضعيفة مما يجعلهم عرضة لنشاط الفيروس من جديد في أجسادهم.
وأشارت دراسة حديثة أجراها أطباء في الصين والولايات المتحدة إلى أن الفيروس المستجد يمكن أن يضر بالخلايا الليمفاوية "تي" التي تلعب دورا محوريا في جهاز المناعة بالجسم البشري والقدرة على مكافحة العدوى.
وشبه كيم جيونج كي، خبير الفيروسات بكلية الصيدلة بجامعة كوريا الانتكاسة بعد العلاج بزنبرك يرتد بعد الضغط عليه. وقال "عندما تضغط على زنبرك يصبح أصغر حجما ثم يرتد لأعلى عندما ترفع يديك".
لكن حتى إذا ثبت أن المرضى انتكسوا ولم يصابوا بعدوى جديدة فربما يشكل ذلك تحديات جديدة لاحتواء انتشار الفيروس.
من جهته، قال سول داي ووخبير تطوير اللقاحات والأستاذ بجامعة تشونغ آنغ "السلطات الصحية في كوريا الجنوبية لم تتوصل بعد إلى حالات نقل فيها مرضى أصيبوا بانتكاسة الفيروس لشخص ثالث، لكن إذا ثبتت صحة انتقال العدوى بهذه الطريقة فسيمثل ذلك مشكلة هائلة".
قيود الاختبارات
إلى ذلك، يشار إلى أن المرضى في كوريا الجنوبية يعتبرون غير حاملين للفيروس عندما تجيء اختباراتهم سلبية مرتين خلال فترة 48 ساعة.
لكن رغم أن اختبارات آر.تي-بي.سي.آر المستخدمة في كوريا الجنوبية دقيقة عموما فإن الخبراء يقولون إن ثمة حالات يمكن أن تأتي فيها بنتيجة زائفة أو بنتائج غير متسقة في عدد محدود من الحالات.
وفي هذا السياق، أوضح كيم أن "اختبارات آر.تي-بي.سي.آر تحقق نسبة دقة تبلغ 95 في المئة. وهذا يعني أنه لا يزال هناك ما بين 2 إلى 5 في المئة من تلك الحالات التي ترصد نتيجة سلبية زائفة أو نتيجة إيجابية زائفة".
كما أكد سول أن بقايا الفيروس قد تبقى بمستويات منخفضة جدا لا يمكن للاختبار رصدها.
في المقابل، اعتبر كوون جون ووك نائب المدير بمركز مكافحة الأمراض في إفادة صحافية يوم الثلاثاء الماضي أن الاختبارات ربما تبلغ أيضا من الحساسية حدا يجعلها ترصد مستويات صغيرة لا ضرر فيها من الفيروس الأمر الذي يؤدي إلى نتائج إيجابية جديدة رغم شفاء صاحبها.