ما بين الصين والولايات المتحدة أكثر من خلاف وسباق اقتصادي، فبعد التوتر الذي خلفه انتشار الوباء حول العالم، وووصف الرئيس الأميركي لفيروس كورونا المستجد الذي انطلق من ووهان بالفيروس الصيني، جاء دور "المختبر الصيني" أو نظرية المختبر في ووهان التي انطلق منها الوباء ليطال أكثر من مليوني انسان حول العالم، ونحو 193 دولة وإقليم.
فبعد تزايد الاتهامات الأميركية والأوروبية، (لا سيما بعد تصريح الرئيس الفرنسي أمس الخميس)، للصين بعدم الشفافية في إدارة هذا الملف الصحي، ردت بكين نافية التلاعب بهذا الملف الحساس أو بأعداد المصابين و الوفيات، خاصة بعد اعلان ووهان، منشأ الفيروس، أنها أخطأت في تعداد الوفيات بسبب عدم اكتشاف أعداد لمصابين بالمرض توفوا في بيوتهم.
بل اتهمت الصين الإدارة الأميركية بمحاولة تحويل التركيز من عيوبها في التعامل مع مشكلة تفشي الفيروس التاجي من خلال الحديث عن نظرية مفادها أن الوباء العالمي قد بدأ بممرض هرب من مختبر ووهان لدراسة الفيروسات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان للصحافيين في مؤتمر صحفي ي الجمعة "يمكن لأي شخص أن يميز بلمحة أن الغرض من الولايات المتحدة هو ببساطة إرباك الجمهور وتحويل الانتباه وتجاهل المسؤولية ... لقد قلنا مرات عديدة أن تعقب أصل الفيروس هو مشكلة علمية خطيرة وتتطلب التقييم العلمي والمهني".
وكان مسؤولون أميركيون عدة من بينهم الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو ألمحوا إلى أن نظرية المختبر قد تكون صحيحة، حيث قال بومبيو، "حقيقة لا نعرف الإجابات -فالصين لم تشاركنا الإجابات" .
في حين رجح عدد من العلماء أن الفيروس نشأ بشكل طبيعي في الخفافيش، معتبرين أن العدوى انتقلت بين البشر على الأرجح بعد أن انطلقت من سوق للحيوانات في مدينة ووهان الصينية، وربما من حيوان انتقل إليه الفيروس من الخفافيش.
ويتخصص معهد ووهان للفيروسات في البحث عن انتقال مثل تلك الفيروسات من الحيوان إلى الإنسان، لكن لا يوجد دليل يدعم النظرية القائلة بأن الفيروس تسلل من المختبر، على الرغم من تزايد التقارير في الأيام الأخيرة والشكوك حول المختبر المذكور.