رداً على الاتهامات بالتقصير التي طالت حكومته، والانتقادات التي واجهت وزارته في تعاملها مع انتشار فيروس كورونا، رمى ويزر الصحة الإيراني، سعيد نمكي كرة النار في ملعب الحكومة،والسلطات الإيرانية الأعلى عامة.
وأكد أنه دعا السلطات في بلاده إلى وقف كافة الرحلات مع الصين منذ منتصف يناير، عند تفشي الوباء في الصين.
وفنذ في مقال كتبه في صحيفة "دنياي اقتصاد (عالم الاقتصاد)" الجمعة، كافة الانتقادات الموجهة لأداء وزارته، قائلاً أنه "منذ الإعلان عن اكتشاف كورونا في الصين، في الأسبوع الثالث من يناير الماضي، دعا إلى اجتماع طارئ مع النائب الأول للرئيس الإيراني، لوقف كافة الرحلات من وإلى الصين".
وأضاف أنه " اقترح عند اكتشاف أولى الإصابات في البلاد، فرض بعض القيود مثل اغلاق الجامعات والمدارس وحظر التجمعات ووقف صلاة الجمعة وحفلات الفرح والاعتكاف والمناسبات الدينية ودور السينما والمسرح والملاعب وغيرها"، لك، وقد تم تنفيذها لاحقا رغم الصعوبات"، لكن ذلك لم يتم إلا لاحقاً رغم الصعوبات.
وتعليقا على رفع الإغلاق من قبل الحكومة مؤخرا، قال نمكي إن " تمديد الاغلاق والحجر المنزلي وتوقف العمل وتقليل الحركة المرورية يتطلب إجراءات اقتصادية خاصة". وتابع:" نحن وزملاؤنا كنا مضطرين لتقديم حلول نتمكن عبرها من رفع الإغلاق لأجل فتح نافذة للحركة الاقتصادية دون أن تكون الخسائر على النظام الصحي كبيرة".
توصيات أخلاقية!
وجاءت مقالة نمكي بعد نشر صحيفة " دنياي اقتصاد" افتتاحية بقلم مسعود نيلي، مساعد الرئيس السابق، والذي هاجم فيها وزارة الصحة وحملها مسؤولية تفشي الوباء.
وقال نيلي إنه خلال عطلة أعياد النوروز تفاجأنا أبن السلطات اكتفت بالتوصيات الأخلاقية وقياس حرارة المواطنين عند مداخل المدن، ثم حين اعتاد الناس تدريجيا على القيود التي فرضت لاحقا، تم رفع الإغلاق فجأة".
طلبة صينيون
يذكر أن مساعد وزير الصحة الإيراني، علي رضا رئيسي، كان كشف الشهر الماضي، أن منشأ انتشار كورونا في قم كان بعض العمال وطلبة الحوزة الدينية الصينيين، وكذلك بعض الطلاب الايرانيين الذين كانوا يدرسون في مدينة "ووهان" الصينية وعادوا إلى محافظة جيلان شمال إيران.
طيران الحرس الثوري ورحلات موبوءة
وكان العديد من السياسيين والنواب انتقدوا سابقا استمرار رحلات " ماهان إير " المملوكة للحرس الثوري، من والى الصين وبالتالي مسؤوليتها عن تفشي المرض في البلاد على الرغم من أمر الحكومة بوقف رحلاتها.
لكن المرشد الايراني علي خامنئي كان روج في خطبة له في مارس الماضي، لنظرية المؤامرة متهما الولايات المتحدة بإنتاج الفيروس، وذهب أبعد من ذلك بالقول إن " أميركا انتجت كورونا خاص بجينات الإيرانيين".
هذا بينما تستمر حملة المتشددين في إيران ضد المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، لوصفه إحصائيات الصين عن الإصابات والوفيات الناجمة عن تفشي الفيروس المستجد "بالمزحة المريرة" و" المضللة للعالم".
وكانت تلك التصريحات أغضبت السفير الصيني في طهران، تشانج هووا، ما دفع بالحرس الثوري إلى إصدار بيان طالب فيه جهانبور " بالاعتذار وتصحيح الخطأ " وذكر أن تصريحاته "غير دقيقة وغير مسؤولة ومضرة بالمصالح القومية وأدت إلى استياء السفير الصيني وحكومة بلاده".
لكن بعد ذلك صرح النائب في البرلمان الإيراني، شهروز برزجر كلشاني، وهو عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية للبرلمان الإيراني أن " الحكومة تضحي بأرواح الناس من أجل العلاقات بالصين".
]ذكر أن إيران سجلت حتى يوم الجمعة وفاة 89 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الماضية ليصل العدد الإجمالي إلى 4958 شخصاً، في حين بلغ العدد الإجمالي للإصابات 79494 شخصا منهم 3563 في حالة حرجة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة.