خلال الساعات الماضية، تعرضت حكومة الوفاق لموقف محرج، بعدما ظهر المهرّب المحترف وأبرز تجار البشر في ليبيا، أحمد الدباشي، الملقب بـ"العمّو" يتقدم قوّاتها في مدينة صبراتة، وذلك بعد عامين على اختفائه، في مشهد قد يوّرط حكومة الوفاق في التستر على أحد أهم المطلوبين دولياً، ويعزّز من الاتهامات الموجهة إليها بشأن التحالف والتعامل مع المجرمين والعناصر الإرهابية المتطرّفة، لصدّ هجوم الجيش الليبي، الذي يستهدف تحرير العاصمة طرابلس.
وظهر "العمّو"، الأربعاء، في مقطع فيديو من داخل مدينة صبراتة التي سيطرت عليها قوات الوفاق قبل يومين، وهو يوّجه مجموعته، بضرورة الوقوف صفا واحدا لتأمين المدينة والدفاع عنها، وتسليم المنشآت الحكومية إلى حكومة الوفاق.
أكبر عصابات الهجرة غير الشرعية
ويدير "العمّو" آمر ميليشيا " الدباشي"، أكبر عصابات الهجرة غير الشرعية في الغرب الليبي ويتزّعم شبكات المتاجرة بالبشر، حتى إنّه تعاون مع دول أوروبية على غرار إيطاليا تحت راية حكومة الوفاق للتصدي لتدفق المهاجرين مقابل مبالغ مالية كبيرة، وهو مطلوب للتحقيق من محكمة الجنايات الدولية منذ عام 2017، ومدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، على خلفية تهم تتعلق بالاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.
كما وصفه تقرير للأمم المتحدة بأحد أكبر المسيّرين للتهريب في ليبيا، ومع ذلك شرعنت حكومة الوفاق قوّاته التي تحوّلت في 2017 من التهريب إلى الحراسة، وتحصل عناصرها على وظائف في الشرطة والجيش.
"فضيحة جديدة"
واعتبرت عودة "العمّو" لقيادة مدينة صبراتة، أحد أهم منافذ الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، بمثابة "الفضيحة الجديدة" لحكومة الوفاق والضربة التي تضع مصداقيتها أمام المجتمع الدولي على المحك، في خضم الحرب الجارية بمدن الغرب الليبي، وذلك بتستّرها على مجرمي الحرب المطلوبين دولياً وشرعنة تحركاتهم، من أجل إسناد ودعم قواتها، في عرقلة تقدّم قوات الجيش وبسط سيطرته على كامل الأراضي الليبية.
والأربعاء، قال المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحافي، إن عناصر من تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، وهاربين من بنغازي من "أنصار الشريعة"، شاركوا في الهجوم الأخير على مدينة صبراتة، ضمن صفوف قوات الوفاق، مضيفاً أن الميليشيات عاثت في المناطق التي هاجمتها فسادا، حيث أحرقت المنازل والمزارع، واختطفت عائلات كاملة، واقتادتها إلى مدينة الزاوية بقوّة السلاح.