بينما أغلقت دول العالم مجالها العام تخوفا من انتشار فيروس كورونا المستجد، كان الوضع في كوريا الجنوبية مختلفا حيث لم تأمر الحكومة بالإغلاق الكامل.
واستطاعت كوريا الجنوبية محاربة فيروس كورونا المستجد من خلال إجراءات وقائية، كالاستخدام الواسع للأقنعة، والإغلاقات الجزئية، ومعايير مراقبة مشددة، بحسب تقرير موقع "واشنطن إكزامينر" الأميركي.
وحتى من قبل تفشي فيروس كورونا، كان ارتداء الأقنعة تقليداً في كوريا الجنوبية عندما يصاب شخص بمرض، حيث يمنع القناع العدوى عن طريق السعال أو العطس، والذي تبينت لاحقا جدواه في محاربة فيروس كورونا.
وكانت دراسة من جامعة "ييل" الأميركية، قد أوضحت أن ارتداء القناع يمكن أن يوفر من 3 آلاف إلى 6 آلاف دولار للدولة، على كل فرد لا يصاب بكورونا.
وبالإضافة إلى الأقنعة، كانت كوريا الجنوبية تجري فحوصاً على مستوى واسع ومكثف في أنحاء البلاد، حيث صنعت كوريا الجنوبية نحو 100 ألف وحدة اختبار في اليوم الواحد، ويتم إرسال نتائج الفحص عبر الهاتف بعد ساعات قليلة من أخذ العينة.
وقد سمحت الاختبارات واسعة النطاق للحكومة الكورية الجنوبية، في تحديد المصابين المحتملين والتركيز على نقاط جغرافية بعينها. فعلى سبيل المثال، بينما تم إغلاق الأماكن العامة كالمدارس والكنائس والصالات الرياضية، فقد تركت البقع غير الساخنة، مثل المصانع والمقاهي والحانات والمراكز التجارية.
كما قامت سيول بإجراء تتبع ومراقبة مكثفة على أي شخص قد يكون مصابا بالفيروس أو على الذين تواصلوا معه، وذلك من خلال تتبع الأجهزة الخلوية، والأرصدة البنكية، وكاميرات المراقبة.
بالإضافة إلى ذلك، طلب من المصابين تحميل تطبيق على هواتفهم لتتبع مواقعهم، وذلك من أجل ضمان عدم خرقهم للعزل الصحي، بحسب تقرير "واشنطن إكزامينر".
كما نشرت الحكومة بيانات المصابين وحيثيات الإصابة على الملأ، في المتاجر، والمقاهي التي زارها المصابون، بالإضافة إلى الحافلات التي استقلوها، وذلك من دون الكشف عن أسمائهم.
يذكر أن عدد الإصابات في كوريا الجنوبية قد وصل، الاثنين، إلى 10 آلاف و537 حالة، فيما توفي نحو 217، وتعافى نحو 7 آلاف و447 شخصا.