خرج المرشح اليساري بيرني ساندرز في محادثة فيديو مع مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن ليعلن بشكل لا لبس فيه تأييده لبايدن الذي يحتاج بشدة أنصار ساندرز الأكثر تنظيما لهزيمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وجاء ذلك بعد تمرد أنصار ساندرز على بايدن لمنافسة ترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ورفضهم بشكل واسع تأييده في مواقع التواصل الاجتماعي.
الرئيس الأكثر خطورة
ودعا ساندرز الجميع لدعم جو بايدن من أجل "إلحاق الهزيمة بالشخص الذي اعتبره الرئيس الأكثر خطورة في التاريخ المعاصر لهذا البلد"، في إشارة إلى الرئيس دونالد ترمب.
إلا أن هذا الإعلان لم يكن كافيا لأنصار ساندرز بل على العكس زاد من انقسام المعسكر اليساري التقدمي، وأعلنت المتحدثة باسم حملة المرشح ساندرز أنها لن تدعم المرشح الديمقراطي جو بايدن، وهو موقف سبقها إليه الكثير من المنظمات والجمعيات الطلابية المتحمسة لساندرز والتي أعلنت بشكل واضح عدم تأييد جو بايدن في منافسة ترمب عام 2020.
هذه المواقف المنقسمة في المعسكر الديمقراطي تعيد سيناريو 2016 عندما امتنع أنصار ساندرز عن دعم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في مواجهة ترمب التي هزمها هزيمة منكرة وغير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الأميركية.
وصرحت السكرتيرة الصحافية السابقة لحملة السيناتور بيرني ساندرز، الاثنين، بأنها لن تدعم نائب الرئيس السابق جو بايدن. جاء هذا الإعلان بعد وقت قصير من ظهور ساندرز في فيديو على الإنترنت للإعلان عن دعمه لمنافسه السابق في الانتخابات العامة ضد الرئيس ترمب.
هجمات شديدة على بايدن
وأثارت برينا جوي جراي، التي كانت متحدثة باسم ساندرز حتى تعليق الحملة الأسبوع الماضي، ضجة كبيرة على تويتر في الأيام الأخيرة بسبب هجماتها الشديدة على بايدن، وفقا لما أوردته صحيفة The Hill الأميركية.
ويوم الاثنين، بعد دقائق فقط من عقد ساندرز وبايدن مؤتمرا صحافيا مشتركا للحديث عن كيفية عملهما معا لهزيمة ترمب، ردت غراي على تويتر بقولها إنها لن تؤيد بايدن.
وتؤكد التغريدة العمل الشاق الذي ينتظره بايدن لكسب بعض أكثر المؤيدين المتحمسين لساندرز والذين يصرون على أنهم لن يدعموا بايدن ببساطة كبديل لترمب، وسط مزاعم بأنه لا يقل ضررا من رمب وجدول أعماله شبيه تماما بجدوله في القضايا الرئيسية.
فترة رئاسية ثانية
وأقرت صحيفة نيويورك تايمز بالصعوبة الكبيرة التي تواجه جو بايدن لإقناع أنصار السيناتور بيرني ساندرز للانضمام إلى حملته. ورأت أن انقسام الحزب الديمقراطي في مواجهة ترمب سيصب فقط في صالح فترة ثانية رئاسية للرئيس ترمب.
وأضافت أن قرار السيناتور ساندرز دعم منافسه السابق هو إشارة واضحة لمؤيديه - المعروفين بولائهم الشديد - بأن عليهم أن يفعلوا ذلك أيضا، في لحظة لا يزال فيها بايدن يواجه شكوكا عميقة من قبل العديد من الناخبين التقدميين الأصغر سنا.
وقالت الصحيفة إن هزيمة ترمب تكمن في التلاحم وراء بايدن، حيث يتوقع دعم السيناتورة إليزابيث وارن لبايدن قريبا، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحدي الذي يواجه بايدن والسيناتور ساندرز الآن هو وضع جدول أعمال يتماشى مع آراء بايدن السياسية المعتدلة نسبياً، ويستقطب التقدميين، وهي مهمة معقدة لكليهما.
بين الاعتدال واليسار
وسيتعين على بايدن إقناع المزيد من الليبراليين الداعمين لساندرز بأنه سيقاتل من أجل مصالحهم، كما أن على ساندرز أن يلتزم بشكل أساسي بدعم بايدن أو على الأقل جلب المزيد من أتباعه إلى معسكر بايدن.
ولا يمكن لأي من الرجلين أن يتنبأ بكيفية تحالفهما السياسي. وبالفعل، كانت الجماعات التقدمية والنشطاء يعبرون عن شكوكهم العميقة حول المدى الذي سيذهب إليه بايدن لدمج أتباع السيناتور ساندرز.
وحذرت الصحيفة من أن تنازلات بايدن لأنصار ساندرز وتبنيه قضايا اليساريين في الصحة والتعليم والهجرة قد تسحب منه شريحة الديمقراطيين المعتدلين والمستقلين الذين قد يفضلون ترمب على بايدن، وهي شريحة حاسمة في الانتخابات الأميركية.
وأقرت الصحيفة بصعوبة التحالف السياسي بين بايدن وساندرز وصعوبة الخيارات السياسية التي يبحث عنها بايدن من أجل هزيمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ذي الشعبية الواسعة.
بايدن.. وفضيحة التحرش
وأعلن الاشتراكيون عدم دعمهم لجو بايدن. وجاء هذا الإعلان بعد فضيحة التحرش الجنسي التي فجرتها موظفة سابقة لدى بايدن، وفقا لما أوردته الفوكس نيوز الأميركية.
وأوضحت منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين، يوم الأحد، موقفها من أن يكون جو بايدن المرشح الديمقراطي المفترض. وقالت على تويتر: "نحن لا نؤيد جو بايدن".
وكانت جمعية DSA (اليسارية)، وهي منظمة قوية تضم ما يقارب 56000 ألف عضو، أيدت سابقًا محاولة السيناتور بيرني ساندرز الترشح للرئاسة، لكنها باتت الآن دون مرشح بعد أن علق السيناتور ساندرز سباقه إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي بعد أن واجه مسارًا شبه مستحيل في الحصول على مندوبين أكثر من بايدن.
وقدرت منظمة DSA عضويتها بأكثر من 56000 ألف اعتبارًا من مارس. وقال مسؤولوها إن مهمة الجماعة على المدى الطويل كانت ترشيح المرشحين على أنهم اشتراكيون وليس تحت راية الحزب الديمقراطي.
كما أوضحت إيلا ماهوني، من اللجنة السياسية الوطنية لدائرة الشؤون الاجتماعية، أن الجماعة لديها ضوء فريد لتعزيز جدول أعمالها المناهض للرأسمالية وتحويل المزيد من الأميركيين إلى الاشتراكية.