انتقدت أحزاب المعارضة التركية بشدّة فرض الحكومة لحظر التجوّل والذي دخل حيّز التنفيذ في 31 من ولايات البلاد بينها العاصمة أنقرة واسطنبول منذ ليل الجمعة وذلك في وقت تخطت فيه الوفيات في تركيا جراء انتشار فيروس كورونا المستجد عتبة 1100 وفاة.
وقال رئيس بلدية اسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو الّذي ينتمي لحزب "الشعب الجمهوري" المعارض لحكومة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم والّذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إننا "لم نكن على علمٍ بهذا القرار الحاسم (حظر التجوّل)".
وأضاف عبر فيديو نشره على حسابه الرسمي في "تويتر" أمس أن "قرار حظر التجوّل لا ينبغي أن يُتخذ فجأة وبصفتي كرئيس بلدية لم أكن على معرفة بذلك"، لافتاً إلى أنه "لا يعرف أيضاً كيف سيقدم الخدمات لسكان اسطنبول غداً".
بدوره، انتقد مسؤول كبير في الحزب الّذي ينتمي إليه إمام أوغلو قرار حظر التجوّل أيضاً.
وقال أونال تشيفيكوز وهو عضو في البرلمان التركي ونائب رئيس حزب "الشعب الجمهوري" للشؤون الخارجية إن "هذا القرار كان مهيناً ومحرجاً".
وأضاف المسؤول التركي لـ "العربية.نت" أن "المعنيين بفرض حظر التجوّل كرؤساء البلديات لم يعرفوا بهذا الأمر وكذلك الناس سوى قبل أن يدخل القرار حيّز التنفيذ بحوالي ساعتين".
كما رأى أن "القرار أدى لخروج معظم السكان في كلّ مكان للتسوق من المحلات الغذائية، وهي محلات صغيرة منذ أن تم إغلاق الكبيرة منها في البلاد على خلفية تفشي الفيروس"، ما أدى إلى تكدس الناس في طوابير طويلة.
تفاقم العدوى
إلى ذلك، اعتبر أن "خروج الناس بهذه الكثافة إلى الشوارع والمحلات الصغيرة، سيؤدي لتفاقم عدوى كورونا في تركيا"، مشدداً على أن "فرض حظر التجوّل دون تنسيق مع المعنيين كان قراراً سيئاً".
وأمرت تركيا مواطنيها بالبقاء في منازلهم لمدّة 48 ساعة في 31 مدينة بدءاً من منتصف ليل الجمعة، في إطار إجراءات صارمة جديدة لاحتواء فيروس كورونا المستجدّ.
وقالت وزارة الداخليّة في بيان إنّ الأمر سيستمرّ حتى منتصف ليل الأحد (21,00 ت غ) في عشرات المدن، بما فيها اسطنبول والعاصمة أنقرة. في حين تمّ استثناء موظّفي الصّحف ومحطّات الإذاعة والتلفزيون من هذا الإجراء.
وبعد صدور هذا الإعلان المفاجئ، هرع آلاف من سكّان اسطنبول وأنقرة إلى متاجر البقالة والمخابز التي كانت لا تزال مفتوحة، لشراء حاجيّاتهم، ما سبّب حالات ازدحام وتقاتل.
وفي بيان لاحق، سعت وزارة الداخليّة إلى طمأنة المواطنين، قائلةً إنّ المخابز والصيدليّات ومحطّات البنزين والخدمات البريديّة ستبقى مفتوحة.
52167 إصابة بكورونا .. والداخلية "لا داعي للذعر"
كما شدّد وزير الداخلية على أنّ الحجْر سينتهي منتصف ليل الأحد، وقال "لا داعي للذعر".
يأتي هذا في وقت تتزايد حالات الإصابة في البلاد، ففي أحدث الأرقام، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة أمس السبت أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في تركيا ارتفع 5138 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إضافة إلى 95 حالة وفاة جديدة مما يرفع إجمالي حالات الوفاة في البلاد إلى 1101. وأضاف أن إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بلغت 52167 حالة.