ودعا فضيلته المرء أن يعزِّ نفسه فيما أصابه قائلا لها: (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) وليتذكر ما قد يكون وراء هذه الأزمة من خير غاب عنه فيردّد: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)، وليحرص وهو ملازم بيته على ما ينفعه بالاستفادة من البرامج النافعة التي تشغل وقته وتزيده علما وتنمي ثقافته وتكسبه الخبرات وتطرد الفراغ القاتل وتشغل فكره عن أن يجول فيما لا ينفع كالفكر فيما لم يكن لوكان كيف يكون. وأكد الدكتور غزاوي أن الذي أنزل الداء بقدرته وأذن بالعدوى أن تنتقل بمشيئته هو الذي يرفع البلاء ويكشف الضر برحمته فافزعوا إلى الحصن الحصين والدرع الواقي ذكرِ الله ودعاؤه واستغفاره والثقة به وحده والاعتماد عليه والتضرع إليه والتمسكن وإبداء العجز والفاقة والذل والضعف، وأحسنوا الظن بربكم وعلقوا به قلوبَكم وأمنياتِكم وآمالَكم، وفوضوا إليه أمركم وارضَوا بما قسمه لكم والتجئوا إليه واطلبوا الحماية والوقاية منه وحافظوا على الأذكار والأدعية المأثورة فليس أنفعُ للوباء من الاستغفار والدعاء والصبر وصدق الالتجاء لفاطر الأرض والسماء. وقال فضيلته: أمة الإسلام إن ما نشهده اليوم ونعيشه من محنة ليست أولى الشدائد والابتلاءات التي يمر بها الناس، بل سبقتها محنٌ كثيرةٌ قاسيةٌ شهد بها التاريخ وهذه الأزمة ستنقضي وتزول بإذن الله كما ذهب ما كان قبلها لكن إذا انجلت وانكشفت فعلى أي حال سنكون؟ وحث فضيلته المسلمين بالتوبة ِ قبل أن يصل إلينا من الموت النوبة، الإنابةَ الإنابةَ قبل أن يغلق باب الإجابة، الإفاقةَ الإفاقةَ فيا قرب وقت الفاقة، إنما الدنيا سوقٌ للتَّجْر، ومجلسُ وعظٍ للزجْر، وليلُ صيفٍ قريبُ الفجر، المُكْنةُ مزنةُ صيف، الفرصةُ زَورةُ طيفٍ، الصحةُ رقدةُ ضيف، الاغترار نَقدةُ زيف، البدارَ البدارَ فالوقتُ سيف. // يتبع //14:57ت م 0050