من جانبه أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله قال تعالى ((ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ))، إن الله بين أعمال الآخرة والطريق إليها، قال جل من قائل ((مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَ?ئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا )) وقال ((مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ? وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ )). وأوضح فضيلته أن المسلم يتمتع بما خوّله الله في هذه الحياة متاعاً حسناً فلا يتعدى المباحات إلى المحرمات وأن عليه أن يلزم القصد ويجانب الإسراف و المباهاة، وإن على المسلم أن يصلح في الحياة فيما آتاه الله تعالى قال عزوجل ((فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) وقال جل وعلا ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )). وأشار الشيخ الحذيفي إلى أن الخير عند الله لا ينال إلا بطاعته ولا يصرف عن الإنسان من الشر إلا بفضل الله ورحمته مستشهداً بقول الله تعالى ((وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ? وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )). وقال :" إن كل إنسان يعمل ويجتهد لينال الخيرات ويحوز على الفضائل والمكرمات وينجو ويعافى من الشرور والمهلكات ، وإن نيل ذلك لا يكون إلا باتباع طريق الرسل ففي الحديث عن صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)، مشيراً إلى أن متاع الدنيا مضمحل زائل قال تعالى ((وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )). وحث فضيلته المسلمين إلى اللجوء إلى الله تعالى والمداومة على سؤال الله كل خير والاستعاذة به من كل شر ففي الحديث القدسي (يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْت كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَته، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ الْبَحْر). وبين الشيخ الحذيفي أن سؤال الله العافية من أعظم مما يسأل الله تعالى فهو مما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما لم يكنْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هؤلاء الدعواتِ حينَ يُمسي، وحينَ يُصبِحُ (اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي ، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي ). وأوضح فضيلته أن الدعاء يدفع الله به هذا الوباء وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر ). وحث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الناس على التعاون والتقيد بالتعليمات والإرشادات وأخذ الحيطة حتى تجاوز هذه النازلة العصيبة، مشيدا بما يبذله ولاة الأمر بسخاء في مواجهة هذا الوباء وحرصهم الشديد على صحة المواطنين والمقيمين. وختم فضيلته بأن من أسباب رفع البلاء اتخاذ الأسباب الشرعية والتجارب المباحة والتوبة. // انتهى //14:57ت م 0051