لقد أشغلني ملف التعليم العام منذ عشرين سنة.. عايشته عن كثب واكتشفت أن هناك مؤامرة تحاك حول المعلم ، تفتل خيوط هذه المؤامرة ليل نهار .. لقد لاحظ اللبراليون سيطرة الفكر الاسلامي على طلاب المرحلة الجامعية مع وجود كبار اساتذة اللبرالية في تلك المرحلة ، ومع هذا فقد فشلت جميع جهودهم في صرف الطلاب عن هذا الفكر الاسلامي رغم الامكانات والدعم الذي تملكه تلك الزمرة .. بل لقد وجد أولئك أن هذا الفكر مسيطر ليس على طلاب الشريعة فحسب بل على طلاب الجامعة في التخصصات العلمية كالطب والهندسة وغيرها.. فاخذوا بعد طول دراسة يشخصون مشكلتهم هذه واكتشفوا أنها تكمن في التعليم العام ، وأن العائق الأكبر أمامهم هو المعلم في التعليم العام بمراحله الإبتدائية والمتوسطة والثانوية .. فمعلمو هذه المراحل يؤسسون الطلاب على فكر إسلامي متين يصعب قلع جذورة في المرحلة الجامعية المتأخرة .. ورأوا كذلك أنه من الصعب إقصاء هؤلاء المعلمين من التعليم العام أو استبدالهم بغيرهم لقلة المنتمين لحزبهم اللبرالي من المعلمين والمعلمات في تلك المراحل ..
فأخذوا يخططون ليل نهار لإيجاد حلول لهذه المعضلة وتوصلوا بعد عناء إلى خطط شيطانية للضغط على المعلم في الميدان حتى لايقوى على الإنتاج واللموع ولكي يخرج لنا جيلا جاهلا من الطلاب..
وأنا هنا أوضح هذه الخطط لإخواني المعلمين والمعلمات مناشدا وموصيا إياهم بأن يصمدوا في الميدان ولا يكسلوا يوما ولا يترددوا في دعوة أبنائهم الطلاب والطالبات إلى الله وتربيتهم على شرع الله الوسط ليكونوا في الغد القريب بإذن الله قرة عين لي ولكم جميعا وليكونوا سهاما نافذة في عين كل فاجر زنديق.. فمن تلك الحلول التي توصلوا لها مايلي :
اولا: إسقاط هيبة المعلم في نفوس أبنائه الطلاب وعند المجتمع ككل وتشويه صورته أمامهم (والهدف هو إيجاد حواجز نفسية بين الطالب والمعلم تحد من تأثيره عليهم)مستغلين في ذلك هيمنتهم على مختلف وسائل الإعلام كالصحف والإعلام المرئي بعرض المسلسلات الفكاهية التي تظهر المعلم في صورةمضحكة مبتذلة.. ثانيا: إصدار القرارات التي تحد من هيبة المعلم وتفقده شخصيته القيادية ( كمنع معاقبة الطالب بأي حال من الأحوال ، وكزيادة فرصة نجاح الطالب بنظام التجاوز ولو مع إخفاقه في المادة ) ليتجرأ الطالب على المعلم ولتمييع دور المعلم بين طلابه .. ثالثا: إرهاق المعلم بكثرة الحصص وزيادة أعداد الطلاب داخل الفصل الواحد (كذا إرهاقه بحصص الإحتياط و بالإشراف اليومي في الطابور والفسح والصلاة وحين انصراف الطلاب وكان من الواجب على الوزارة إسناد مثل هذه الأمور إلى كادر إداري متفرغ).. كذلك إرهاقه بتقليص عدد أيام الإجازة الإضطرارية وهاهم الآن يدندنون حول تقليص الإجازة الصيفية !! رابعا : عدم حرص وزارة التربية والتعليم على تطوير المعلم على خلاف ما تفعله المؤسسات الأخرى التي تعتني بمنسوبيها وتعقد لهم البعثات والدورات بالأشهر والسنوات لتطويرهم ولتحسين عطائهم في الميدان.. خامسا: تقليص المناهج الدينية علما أن الحاجة لها ماسة وغالب الموظفين المعينين في مختلف قطاعات الدولة من ذوي التخصصات الشرعية كالقضاة وكتاب العدل ومعلمي التربية الإسلامية والضباط الجامعيين ومسؤولي الشؤون الدينية وغيرهم كثير. سادسا:إصدار تعاميم بتقديم حصص المواد العلمية في بداية الدوام والدينية والعربية في آخره..
سابعا: إشغال المعلمين بكثرة التعاميم المخطوط منها والمطبوع بلا طائل.. ثامنا: إرهاق المعلم نفسيا وماديا ومن ذلك خصم مكافئة نهاية الخدمة ولا تستبعد ربط العلاوة بالأداء الوظيفي عن قريب..
وبعد أخي المعلم أختي المعلمة؛ أوصيكم أن تمضوا موفقين مغفورا لكم بإذن الله في طريق إصلاح فلذات أكبادنا واصبروا على ما تلقونه في الميدان وأحمدوا الله الذي هيأ لكم هؤلاء الأبناء والبنات لتزرعوا فيهم الخير فقد يكونوا سببا في دخولكم الجنة وقد يحفظ الله أبناءكم وبناتكم بفضل جهودكم مع هذا الجيل فاتقوا الله فيهم وتذكروا قول الله: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا)..