تتعالى صرخات الأطباء والعاملين في القطاع الطبي في مختلف أنحاء العالم، لإطلاق صافرة انذار وتحذير تجاه النقص الحاصل في المستشفيات، التي باتت تفيض بمرضى فيروس كورونا الذي حصد حتى الآن أكثر من 75 ألف شخص، بحسب آخر إحصائية لوكالة فرانس برس نقلا عن مصادر رسمية.
في حين تطرقت مرار منظمة الصحة العالمية إلى تلك المشكلة الجوهرية.
ولعل آخر فصول الصرخات والتحذير هذه، ما شهدته اليونان اليوم. فقد نظم أطباء احتجاجات في أنحاء اليونان اليوم الثلاثاء للضغط على الحكومة من أجل تعيين فرق طبية إضافية، واستخدام المزيد من موارد القطاع الخاص.
وقاد أطباء وغيرهم من العاملين في الجال الصحي مظاهرات صامتة عند مدخل أكبر مستشفى يوناني بوسط أثينا، مرتدين بزات واقية وقناعات وجه.
ورفعوا لافتات كتب عليها "نقاتل من أجلك. اصرخوا من أجلنا ".
كما نُظمت الاحتجاجات خارج أكثر من اثني عشر مستشفى، من قبل نقابة أطباء المستشفيات الوطنية.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء في تقرير أصدرته الثلاثاء، أن العالم يحتاج الى قرابة ستة ملايين شخص إضافي يعملون في مجال التمريض.
كما شددت المنظمة في التقرير الذي شاركت فيه الحملة الدولية "نورسينغ ناو" والمجلس الدولي للممرضات، على الدور الأساسي للممرضين والممرضات المحترفين الذين يمثلون أكثر من نصف العاملين في الطاقم الطبي.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في بيان "الممرضون والممرضات هم الركيزة الأساسية للأنظمة الصحة". وأضاف "اليوم، العديد من الممرضين والممرضات يجدون أنفسهم في طليعة التصدي لجائحة كوفيد-19".
إلى ذلك، أشار التقرير الى وجود نحو 28 مليون ممرض وممرضة محترفين ممارسين في العالم. بين 2014 و2018، ارتفع عددهم ب4,7 ملايين، لكن "لا يزال هناك نقص ب5,9 ملايين". ويتركز النقص خصوصا في أكثر الدول فقرا في إفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية.
إنذار بالخطر
ومن القاهرة، حذّر المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في دول شرق المتوسط أحمد المنظري في مؤتمر صحافي الثلاثاء من نقص طواقم التمريض والقبالة في المنطقة مشيرا إلى أن ذلك "ينذر بالخطر".
وقال المنظري في المؤتمر الذي عقده في المكتب الإقليمي للمنظمة عبر الفيديو "أدعو الدول الأعضاء إلى تكثيف الاستثمار للحد من نقص ينذر بالخطر في أعداد طواقم التمريض والقبالة".
كمh أوضح أن طواقم التمريض والقبالة تشكل "أكثر من نصف القوى العاملة الصحية في اقليمنا ومع ذلك نحتاج إلى المزيد من الطواقم التي تلقت تعليما أفضل للتصدي للأمراض السارية".
يأتي هذا في وقت حصد الوباء الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأسوأ أزمة صحية تواجل العالم، أراواح أكثر من 75 ألفا حتى الساعة بحسب آخر الاحصائيات، ولا تزال العديد من الأبحاث والدراسات تتوقع توسعه أكثر مع ارتفاع في أعداد الأغصابات لا سيما في أوروبا.