أعلن نادي ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي لكرة القدم يوم السبت أنه سيضع جزءا من موظفيه غير اللاعبين في بطالة جزئية، بسبب العواقب الاقتصادية المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد.
أوضح النادي المتوج الموسم الماضي بلقب دوري أبطال أوروبا، والذي كان على بعد أيام من حصد لقبه الأول في الدوري منذ ثلاثة عقود لابتعاده بفارق 25 نقطة عن مطارده مانشستر سيتي، قبل تعليق المنافسات بسبب كورونا "سيحصل الموظفون على 100% من رواتبهم لضمان عدم تأثر أي شخص منهم ماليا".
ويمكن لأصحاب العمل أن يطلبوا من الحكومة دفع 80% من أجور الموظّفين التي تصل إلى 2500 إسترليني شهرياً كحدّ أقصى، وذلك ليتمكّنوا من الاحتفاظ بموظّفيهم وعدم طردهم أثناء تفشّي الوباء، فيما سيتكفل ليفربول بالعشرين في المئة المتبقية.
وكانت ثلاثة أندية من البريمير ليغ، توتنهام ونيوكاسل ونوريتش سيتي، قد أعلنت اتخاذ تدابير مماثلة. وفي ما يخص اللاعبين وتخفيض محتمل لرواتبهم، أضاف ليفربول أن "المفاوضات معقدة وبالتالي العملية جارية".
وأضاف بيان ليفربول "حتى قبل القرار بشأن التسريح المؤقت للموظفين، حصل التزام جماعي على المستويات العليا في النادي، داخل وخارج أرض الملعب، حيث يعمل الجميع من أجل حل يضمن وظائف أعضاء النادي في هذه الأزمة غير المسبوقة".
ويأتي إعلان ليفربول بعد دعوة الحكومة البريطانية يوم الخميس لاعبي الدوري الإنجليزي، المتهمين بالاستفادة من تدابير الدعم الاقتصادي، بالتخلي عن جزء من إيراداتهم.
وفيما لن يُستأنف الدوري في مايو المقبل، ستستشير الأندية لاعبيها بشأن تخفيض رواتب قد يصل إلى نسبة 30%، بحسب ما أشارت رابطة الدوري يوم الجمعة.
ووافقت الأندية العشرون من الدرجة الممتازة على تمديد تعليق الدوري إلى أجل غير مسمى، حتى تصبح عودة كرة القدم "آمنة ومناسبة".
وكتبت الرابطة في بيان يوم الجمعة "قررت أندية البريميرليغ بالإجماع استشارة اللاعبين بشأن مجموعة من الإجراءات تجمع بين التخفيض والتأجيل المشروط للرواتب بما مجموعه 30%". وكان تردد لاعبي الدوري الإنجليزي بشأن تخفيض رواتبهم، قد وصفه رئيس لجنة العموم للثقافة والإعلام والرياضة جوليان نايت بـ"غير المقبول أخلاقيا"، في ترجمة للشعور المتزايد في إنجلترا.
وطالب نايت في رسالة إلى الحكومة بفرض ضريبة محددة على الأندية التي تضع "موظفيها من غير اللاعبين على البطالة الجزئية مع الاستمرار في دفع أجور لاعبيها" بشكل طبيعي.
وخرج وزير الصحة البريطاني مات هانكوك في مؤتمر صحافي مساء يوم الخميس داعيا لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز والمتهمة أنديتهم بالاستفادة من تدابير الدعم الاقتصادي التي تم تبنيها بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، إلى تخفيض رواتبهم.
ودافعت رابطة اللاعبين المحترفين عن موقفها بالدفاع عن اللاعبين في بيان يوم الخميس، متهمة مسؤولي الأندية باستغلال المساعدات العمومية من أجل الحفاظ على أموال المساهمين.
وقالت "يجب على الأندية، باعتبارها شركات، التي تستطيع دفع رواتب لاعبيها وموظفيها أن تفعل ذلك"، مضيفة "أي استخدام للمساعدات الحكومية دون الحاجة المالية الحقيقية سيكون على حساب المجتمع ككل (و) مساهمة اللاعبين في دفع رواتب الموظفين من غير اللاعبين لن يخدم سوى مصالح المساهمين فقط".
وتابعت "ندرك جيدا الشعور السائد في الرأي العام بأن اللاعبين يجب أن يدفعوا رواتب الموظفين من غير اللاعبين (...) نقبل تماما فكرة أن اللاعبين يجب أن يكونوا مرنين ويتقاسمون التأثير المالي لوباء كوفيد 19 من أجل تأمين المستقبل على المدى الطويل لناديهم والرياضة بشكل عام، لكن يجب ألا يكون اللاعبون كبش فداء".
واعتبر الخبير المالي في كرة القدم كيران ماغواير في حديث لوكالة فرانس برس أن السياسيين يستغلون كرة القدم، موضحا "لا توجه الانتقادات نفسها إلى الصناعة المصرفية... لا توجه ضد المحامين الذين يتقاضون 10 آلاف جنيه في اليوم الواحد، إلى المحاسبين، أو الأموال التي تذهب إلى حسابات خارجية من أجل تجنب دفع الضرائب".