وصل إسماعيل قأني، قائد فليق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إلى بغداد مساء الاثنين، حسبما قال مسؤولون عراقيون، في أول زيارة رسمية علنية له إلى العراق منذ أن خلف قاسم سليماني. وجاء وصوله إلى مطار بغداد وسط حظر تجول مستمر منذ أيام في العراق لإبطاء انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في تعليق الرحلات من وإلى البلاد.
لقاءات قأني في العراق
كان سليماني قد قتل في 3 يناير/كانون الثاني مع القائد في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد. وأدى هذا الهجوم إلى تدهور العلاقات الأميركية-العراقية ودفع النواب العراقيين للدعوة لانسحاب القوات الأميركية من البلاد، في قرار غير ملزم.
وبعد وصوله، غادر قأني المطار تحت حراسة مشددة في موكب من ثلاث سيارات. وقال مسؤولون إن قأني التقى عدد من الزعماء من بينهم هادي العامري، ورئيس حركة الحكمة عمار الحكيم، وكذلك الرئيس برهم صالح.
وكان سليماني، الذي عرف بقدرته على جعل أعتى المتناحرين في العراق يلتقون، قد قام بالسابق بعدة زيارات للعاصمة العراقية لتوحيد الفصائل السياسية خلال أوقات الشلل السياسي.
لكن العديد من المسؤولين يشكون في قدرة قأني على التوصل لتوافق في المشهد السياسي العراقي المنقسم بشكل حاد، خاصة بسبب ضعف لغته العربية وافتقاره للعلاقات الشخصية مع الرموز المهمة.
وقال مسؤول سياسي شيعي بارز طلب عدم نشر اسمه لوكالة "أسوشييتد برس": "هذا هو أول اختبار له لمعرفة ما إذا كان سينجح في توحيد الموقف الشيعي مثلما فعل سليماني".
في الوقت ذاته، أدى انخفاض أسعار النفط والخسائر المالية الناتجة عن وباء كورونا إلى إلحاق أضرار بالغة باقتصاد البلاد.
تغيير التكتيك الإيراني واعتماد التهديدات
ويرى محللون أنه بدون النفوذ الذي كان يتمتع بها سليماني، سيتعين على إيران تبديل تكتيكاتها لكسب الأحزاب الشيعية العراقية إلى صفها.
وقال ريناد منصور كبير الباحثين في "تشاثام هاوس" في لندن: "سيضطر (قأني) إلى الاعتماد على التهديدات في محاولة لإيجاد طريقة لإعادة التفتت الهائل الذي تمثله سياسة النخبة العراقية اليوم.. سياسة العصا والجزرة بدلاً من إدارة الشبكات".
من نواحٍ عديدة، أصبح المشهد السياسي العراقي أكثر صعوبة في المناورة منذ وفاة سليماني، مع مزيد من الاقتتال السياسي بين الأحزاب الشيعية والكردية.
وفي هذا السياق، قال منصور: "هناك الكثير من الناس الذين يشعرون بحق الحصول على قطعة من الكعكة.. المنافسة تبدو كبيرة".
وتعارض "كتلة الفتح" في مجلس النواب، التي جاءت في المرتبة الثانية بعد "كتلة سائرون" في انتخابات مايو/أيار 2018، بشدة الزرفي.
وتتكون "كتلة الفتح" برئاسة هادي العامري، من أحزاب متحالفة مع الميليشيات التابعة لقوات الحشد الشعبي، المدعومة من إيران.
من جهتها، دعمت "كتلة سائرون" بقيادة مقتدى الصدر ترشيح الزرفي في البداية.