الملاحظات الجديدة التي رُصدت في تقارير حصلت عليها "سبق"، وأُعلن بعضٌ منها في حلقة "الهم الدائم" التي قدّمها الزميل صلاح الغيدان في برنامج "الرئيس" عبر قناة لاين سبورت برعايةٍ الكترونيةٍ من "سبق" مطلع الشهر الجاري، تكشف عيوباً خطيرةً في مشروع إسكان القريات، لاحظتها الوزارة في وقتٍ متأخرٍ؛ ما اضطرها إلى إيقاف المشروع وفسخ عقد الاستشاري والتعاقد مع شركةٍ متخصّصة لدراسة العيوب والعمل على تلافيها.
وحذّرت التقارير الهندسية من العيوب الجسيمة التي رُصدت في المشروع الذي تزيد تكلفته على 122 مليون ريال، حيث أكدت أن نحو 25 فيلا من فلل المشروع، تهدّد سلامة الأرواح وتستلزم إزالتها وإعادة بنائها بخلاف عيوبٍ عديدة عمّت جميع فلل المشروع.
عيوب مختلفة تنتشر في 273 وحدة سكنية
والمشروع الذي أوقف العمل فيه وأسند لشركة متخصّصة للنظر في عيوبه واتخاذ اللازم حيالها، يقع على الطريق الدولي بمدينة القريات بمنطقة الجوف بالحدود الشمالية، ويتكون من 273 وحدة سكنية ومسجد يتسع لـ 200 مصلٍ، وكان المقاول قد تسلّم المشروع في تاريخ 12 / 11 / 1430هـ، على أن يتم تسليمه الابتدائي في 22 / 11 / 1432هـ.
وزارة الاسكان فسخت عقد الاستشاري بعد ملاحظة العيوب الخطيرة في المشروع وأسندت تقييم المشروع لمكتب هندسي جديد جرى تكليفه بمتابعة المشروع بدلا من الاستشاري.
وكشفت المعاينة المبدئية للمهندسين ملاحظات عديدة على المشروع، حيث رصدت عيوباً تنتشر في جميع الوحدات السكنية وتختلف من حيث الكثافة ودرجة الخطورة التي تراوحت بين عيوب خطيرة في العناصر الانشائية قد تستلزم إزالة الفيلا كلياً أو جزئيا، وبين عيوبٍ بسيطة في التشطيبات المعمارية يمكن علاجها بسهولة.
استخدام مواد سيئة وإهمال وغياب متابعة
المكتب الهندسي لخص في تقاريره التي أعدتها فرقٌ هندسية متخصّصة مسبّبات العيوب في استخدام مواد سيئة خلال التنفيذ بما في ذلك الخرسانة المسلحة إضافة إلى إهمال المشروع وغياب المتابعة.
وصنّف التقرير الذي صدر عن المكتب الهندسي العيوب إلى عيوبٍ معمارية وصحية منها تهالك أعمال المباني وعدم الاهتمام بمصنعية البناء وعدم ربط الحوائط ببعضها بعضا، سوء أعمال اللياسة، ورصد شروخ باللياسة مع عدم وجود مخططات تنفيذية للأعمال الصحية وعدم تحديد منسوب مرجعي للفلل وسوء تمديد أماكن الأجهزة الصحية ومواسير الصرف.
أخطاء واضحة بلا مبرر
وصنفت من ضمن العيوب، العيوب الإنشائية ومنها أخطاء واضحة لا يوجد لها مبررٌ تكشف عدم وجود المتابعة مثل تعشيش الخرسانة ووجود فجواتٍ كبيرة في العناصر الإنشائية وترحيل في الأعمدة كما تبين أن التربة المستخدمة في الردم تحتوي على أحجارٍ كبيرة ونوعيتها مماثلة لتربة الموقع ما يدل أنها ناتجة من الحفر وهي تربة جيرية غير صالحة للردم، ورُصدت أيضا شروخٌ رأسية في بعض الميدات بجوار الأعمدة، وظهور الصدأ في حديد التسليح، كما رصدت تقارير المكتب الهندسي عيوباً في الأسوار والخزانات والأعمال المساحية.
25 فيلا تهدّد الأرواح
المكتب الهندسي وزّع عيوب الفلل إلى أربعة نطاقات تبدأ بالأخضر وتنتهي بالأحمر والذي صنّف عيوب الفلل بأنها عيوبٌ شديدة الخطورة وتهدّد سلامة المبنى وتمثل خطورةً على الأرواح سواء العاملين فيها أو شاغليها إذا لم يتم إصلاحها حيث رصدت عليها ملاحظات خطيرة تهدّد العاملين أيضا خلال محاولات الإصلاح إضافة إلى أن مظهر الخرسانة سيئ ووجود بعض الأعمدة وأجزاء من البلاطة غير آمنة حتى تحت الظروف المثالية.
وأوصى المكتب الهندسي للتعامل مع الفلل المصنفة تحت النطاق الأحمر والبالغ عددها 25 فيلا بإزالتها وإعادة بنائها مرة أخرى لما تمثله عملية الترميم من تهديدٍ لسلامة العاملين وإضاعة الوقت.
فلل أُسِّست على ردمٍ غير مطابقٍ والخرسانة تغرق بالأملاح
التقارير الهندسية لخصت دراستها بالإشارة إلى رصد إهمالٍ وتقصيرٍ في تنفيذ الأعمال نتج عنها أخطاء جسيمة يلزم علاجها حيث إنها تشكل تهديداً للأرواح سواء العاملين في الموقع أو ساكنيها فيما بعد، كما أكدت أن مستوى ضبط الجودة متدنٍ للغاية ووجود بعض الأعمدة غير الآمنة، واكتشاف فللٍ تمّ تأسيسها على ردمٍ غير مطابقٍ للمواصفات وفجوات في رقاب الأعمدة مع رصد نسبة أملاحٍ زائدة في الخرسانة والردم أسفل القواعد غير مطابقٍ للمواصفات بصورة تهدّد سلامة المنشأ مع عيوبٍ في التشطيبات المعمارية وأخطاء في مناسيب الفلل.
التوصيات: جميع المنشآت تحتاج إلى الإصلاح
أوصت التقارير بإصلاح جميع منشآت المشروع كونها تحتاج إلى عمليات إصلاحٍ تراوح بين عمليات إصلاحٍ بسيطة للتشطيبات المعمارية وإصلاحات إنشائية جوهرية تصل في بعض الأحيان إلى الإزالة وإعادة البناء مرة أخرى، إضافة إلى ضرورة إجراء اختبارات دقيقة على العناصر الخرسانية والعمل على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة دون اللجوء إلى إزالة عددٍ كبيرٍ من الفلل إلا أنه يلزم عدم التردّد في إزالة الفيلا في حالة اتضح أن نسبة الأملاح عالية في الخرسانة المسلحة أو وجود عيوبٍ خطيرةٍ في الردم أسفل القواعد.
التقرير ضمّن بوثائق ومعلوماتٍ وصورٍ فوتوغرافيةٍ كشفت ملاحظاتٍ خطيرةٍ تتعلّق بأعمدة الفلل والردم في الأرضيات وظهور القشور وغيرها من الملاحظات التي تسلّمتها وزارة الاسكان.
من جهتها، وجهّت "سبق"، صباح اليوم الأحد، استفساراً للعلاقات العامة والإعلام في وزارة الإسكان ، حول وضع مشروع إسكان القريات والملاحظات التي رُصدت بالمشروع، ولم تتلقَ أيَّ ردٍّ حتى نشر التقرير ، وفي حال وصول الرد سيتم نشره في حينه.
الجدير بالذكر أن المهندس حسين سعيد عسيري، المشرف العام على وكالة وزارة الإسكان للشؤون الفنية، سبق أن قال في اتصالٍ هاتفي مع برنامج الرئيس عقب مواجهته ببعض ما ورد في التقرير بالصور والمعلومات: "هذا واقعٌ ونعترف بوجود الخطأ، كانت هناك مشكلة مع الاستشاري، المشروع أُوقف وتم فسخ عقد الاستشاري والتعاقد مع شركة متخصّصة لدراسة كل خللٍ ومعرفة كيفية علاجه حتى لو اضطررنا إلى هدم بعض المواقع".
الأخضر : أغلب العيوب معمارية والعيوب الإنشائية بسيطة.
الأزرق : أعمال لياسة كاملة، ولم يتم التأكد من الكشف على الهيكل الإنشائي وأغلب العيوب معمارية.
الأصفر : عيوب معمارية بالإضافة لعيوب إنشائية تستلزم إصلاحات رئيسية.
الأحمر : عيوب إنشائية جسيمة في عناصر كثيرة، ويحتاج إلى غصلاحات رئيسية وقد يلزم إزالتها جزئياً أو كلياً (25 فيلا)