سائح ياباني بسوريا.. يحارب "الملل"
[IMG]http://asset1.skynewsarabia.com/***/images/2013/01/03/62738/598/337/1-62738.jpg[/IMG]
توشيفومي فوجيموتو السائح الياباني
03 يناير, 2013
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
تخلى توشيفومي فوجيموتو، وهو سائق شاحنة ياباني عن الروتين الممل الناجم عن الرحلات اليومية على الطرقات السريعة، لتمضية عطلة توفر له جرعة عالية من الأدرينالين، ويحارب الشعور بالممل مخاطرا بحياته على خطوط الجبهة في النزاع في سوريا كـ"سائح حرب".
ويوضح السائح الياباني: "صبيحة كل يوم أتوجه إلى خط الجبهة" قبل أن يلتقط صورا إلى جانب معارضين مسلحين في المدينة القديمة في حلب بشمالي
سوريا التي تشهد معارك شرسة منذ أكثر من ستة أشهر.
ويقول الرجل البالغ من العمر 45 عاما وهو رب عائلة مطلق، إن حياته روتينية مملة ووحيدة في اليابان "أتوجه بمفردي لتعذر وجود دليل سياحي يريدالذهاب إلى خط الجبهة، وأنا أريد أن أزورها يوميا. الأمر يثير الحماسة وجرعة الأدرينالين التي يوفرها لا تقارن بشيء".
وعلى مدى أسبوع يجول في شوارع المدينة الشمالية الكبرى المدمرة متسلحا بآلتي تصوير وكاميرا فيديو، ومرتديا لباسا عسكريا "عائدا للجيش الياباني" بحسب ما يحرص على تأكيده.
إنجليزيته تقتصر على كلمات معدودة، وعربيته شبه معدومة، ولا يمكنه التواصل إلا بفضل برمجية الترجمة "غوغل ترانسليت".
ويتابع قائلا "أذهب إلى الخطوط الأمامية مع عناصر من
الجيش السوري الحر" وهم معارضون مسلحون.
ويلخص وضعه قائلا "أنا سائح في منطقة حرب" بينما يعمل في حياته العادية سائق شاحنة صهريج تنقل النفط أو الماء بين أوساكا وطوكيو وناغاساكي.
وبينما يجد بعض الساعين إلى المغامرات الخطرة ضالتهم بالقفز في الفراغ أو اصطياد أسماك القرش، يكرس فوجيموتو وقته عندما لا يعمل، لزيارة مناطق الشرق الأوسط الساخنة حاملا الكاميرا وناشرا الأفلام والصور التي التقطها خلال عطلته "الساخنة" عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ويؤكد أنه كان في اليمن في سبتمبر 2012 خلال مواجهات عنيفة حول السفارة الأميركية وفي القاهرة العام الماضي خلال فترة الاضطرابات التي تلت إطاحة نظام حسني مبارك فضلا عن حمص في وسط
سوريا نهاية العام 2011 حيث تظاهر ضد النظام. وهو يخطط من الآن للإقامة بين صفوف حركة طالبان في أفغانستان.
في حلب يتنقل من دون خوذة أو سترة واقية من الرصاص "لأنهما ثقيلتان جدا خلال الركض".
يتمهل الياباني في التقاط صور جيدة، في حين أن المعارضين المسلحين من حوله يصرخون "أركض أركض ثمة قناصة".
[IMG]http://asset1.skynewsarabia.com/***/images/2013/01/03/62739/598/337/1-62739.jpg[/IMG]
ويؤكد "لست هدفا للقناصة، أنا سائح ولست صحافيا مثلكم. أنا لا أخشى من أن يطلقوا النار علي أو يقتلوني فأنا مزيج بين الساموراي والانتحاري".
وهو ينشر صوره عبر الإنترنت "حتى يراها الأصدقاء" مؤكدا أنه لا يبيعها. ويوضح الياباني الذي يعشق صيد الأسماك والطيور أنه قال لمديريه في العمل إنه متوجه في عطلة إلى تركيا "وإلا فإنهم سيعتبرونني مجنونا".
وقد أنفق 2500 دولار للمجيء إلى تركيا التي دخل منها بطريقة غير قانونية إلى سوريا، حيث يدفع 25 دولارا يوميا لسوري يستضيفه في منزله، ويسمح له باستخدام الإنترنت لتحميل صوره.
هو أب لثلاث بنات فقد كل اتصال معهن "منذ أكثر من خمس سنوات فلا تواصل معهن عبر فيسبوك ولا الإنترنت. لا شيء البتة".
وهذا هو الأمر الوحيد الذي يجعل صوته يرتجف والدموع تنهمرعلى وجنتيه.