أب وأم معاقة و5 أطفال يواجهون أزمة "سكن" منذ عام
أسرة سعودية
تنام في باص طالبات بمخطط شرق الرياض
أحمد البراهيم (سبق) الرياض: تعيش أسرة سعودية مكونة من أب و أم و5 أطفال في العراء في أحد المخططات شرق الرياض , حيث اتخذوا من باص يعمل عليه الأب تابع لإحدى شركات النقل المتعاقدة مع إحدى الجامعات لنقل الطالبات مقرا لمبيتهم في ليل الشتاء القارص.
"سبق" حرصت على الوقوف على حالة الأسرة والتأكد من المعلومات الواردة عن وضعها , حيث بدا الباص (منزل الأسرة) من بعيد في مكان مظلم في زاوية من المخطط.
وبعد اطلاع سائق الباص على مهمة موفد "سبق" , اغرورقت عيناه بدموع حاول أن يخفيها خلال سرد قصته, فيما قام بفتح باب الباص مشيرا إلى أطفاله النيام داخله ، وفي منظر يجعل من بداخله قلب ينبض أن يشعر بالألم وكسرة القلب ينام أربعة أطفال وأمهم في أرضية الباص دون فراش أو لحاف .
وبعد برهة من الوقت بدأ السائق سرد قصته وكيف وصل به الحال الى هذا الوضع المأساوي قائلا : "أعول هذه الأسرة التي ترونها .. زوجتي المعاقة بشلل نصفي في الرجل اليسرى وأربعة أطفال يعيشون معنا داخل الباص وطفل خامس يعيش مع عمته ليكون قريبا من المدرسة فهو الوحيد بين إخوانه الذي يدرس رغم وجود أخت أكبر منه, لكن الظروف لم تساعدني لكي أدخلها إلى المدرسة".
وأضاف : "لجأت إلى هذا الباص وفي هذا المخطط لعدم وجود مكان آخر يؤيني وأسرتي .. لقد كنت أعيش مع والدي وأخواني بمنزل واحد في أحد أحياء الرياض , إلا أن ظروفا خاصة حصلت أجبرتني على الخروج من المنزل منذ ما يقارب السنة تقريبا ".
وتابع :" لا أحمل أي شهادة دراسية فقد كنت عاملا في أحد الأسواق , وبعد تركي لمنزل والدي استقر بي المقام وأسرتي في أحد الشوارع , حيث كنا ننام في مكان منزو نأوي إليه ليلاً لننام ".
واردف قائلا :"استمر الحال بنا لعدة أشهر .. وفي أحد الأيام وقبل ما يقارب من شهرين جاءني أحد المحسنين وقدم لي مساعدة , فيما أخبرني بأنه سيبحث لي عن عمل أخر وبالفعل اتصل بعد يومين , حيث أرسلني إلى شركة لنقل الطالبات للعمل لديهم كسائق باص فذهبت و بحمد لله تم قبولي في الوظيفة ". وأوضح :"وافقت على الفور وطرت فرحاً بهذه الوظيفة حيث وجدت مكاناً يسترني أنا و زوجتي وأطفالي , فالباص أصبح بالنسبة لنا كل شيء ".
وأشار إلى أنه يعود إلى المخطط بعد الانتهاء من إيصال الطالبات عصراً "حيث ننام ونأكل فيه وأما إذا احتجنا لمكان لقضاء الحاجة فنذهب لدورات مياه اقرب مسجد أو سوق تجاري فزوجتي وأطفالي دائماً معي خلال توصيل الطالبات رغم حصولي أكثر من مرة على إنذارات بهذا الخصوص . وتابع :" لا يوجد لدي مكان أخر اتركهم فيه.. والحمد لله الطالبات اللاتي أوصلهن أصبحن متفهمات لوضعي ويحاولن مساعدتي قدر الاستطاعة".
وأكد أنه حاول أكثر من مرة استئجار منزل له ولأسرته , لكنه يصدم دائماً بمطالب أصحاب مكاتب العقار بضرورة دفع الإيجار لمدة ستة أشهر مقدماً قائلا : "إلى الآن لي شهر ونصف مع الشركة ولم استلم أي مرتب و صابر على هذه المعاناة حتى لا أحرم من الباص الذي يؤوي أسرتي". وختم بالقول: "هذه هي حكايتي باختصار وأسال الله الستر والعافية ".