كشفت دراسة طبية جديدة عن أن التوت الأحمر مفيد للقلب والشرايين. وقال خبراء التغذية في الاجتماع السنوي لجمعية
الفسيولوجيا الأميركية, إن التوت الأحمر بالذات, يحتوي على خليط من المركبات الكيميائية المفيدة مثل "فلافونويد" و"بوليفينول" بالإضافة إلى مركبات "آنثوسيانين" التي تعطي الثمار لونها الأحمر أو الأرجواني أو الأزرق, وتعتبر مضادات قوية للأكسدة وتتمتع بخصائص مضادة للالتهاب والتقرحات والفيروسات والسرطان.
ووجد الباحثون في جامعة إنديانا الأميركية, بعد دراسة فوائد ثلاثة أنواع من التوت هي إلدربيري , شوكيبيري, وبيلبيري, أن خلاصات توت شوكيبيري وبيلبيري سببت ارتخاء الشرايين التاجية للقلب, بينما قللت التراكيز العالية من شوكيبيري تعرض الشرايين لعمليات الأكسدة وحمتها من التلف, فيما قدم النوعان الآخران حماية جزئية.
وأرجع الباحثون هذه الآثار الصحية الإيجابية, إلى قدرة هذه الأنواع من الثمار على تحفيز انطلاق مادة أوكسيد النيتريك في الشرايين التاجية, حيث تساعد هذه المادة في المحافظة على النشاط الشرياني وضغط الدم ومنع تشكل الخثرات الدموية.
وقد عرفت الآثار الصحية للتوت منذ عهد أبوقراط, حيث استخدمت كمضادات للالتهاب والروماتيزم ومدرات للبول ومواد ملينة للأمعاء, إلى جانب استخدامها كعلاجات لأمراض الدزنطاريا (الزحار) واضطرابات المعدة ومرض الأسقربوط والمشكلات البولية.
...
التوت الأسود يقي من سرطان القولون
أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة (التغذية والسرطان) الطبية في الولايات المتحدة, أن التوت الأسود من نوع "راسبيري", يمثل سلاحا فعالا في الحرب على سرطان الأمعاء والقولون الذي يعتبر ثاني أسباب الوفاة السرطانية وسط الأميركيين.
واكتشف الباحثون في جامعة أوهايو الأميركية, بعد مقارنة النشاط المضاد للأكسدة لتوت "راسبيري" , مع ذلك الموجود في الفراولة والعلّيق "بلوبيري", وهي الثمار التي يعتقد أنها تحتوي على أعلى نسبة من مضادات الأكسدة, أن ثمار التوت الأسود "راسبيري" تتمتع بنسبة أعلى من النشاط المضاد للأكسدة بحوالي 40% من ثمار التوت الأخرى.
ولاختبار آثار هذه الثمار في الوقاية من السرطان, قام الباحثون بحقن عدد من الفئران بمادة مسرطنة تسبب أورام القولون, ثم تقسيم هذه الحيوانات بعد أربعة أسابيع إلى أربع مجموعات تم إطعامها أغذية مخلوطة أما بـ 2.5 أو 5 أو 10% من ثمار توت راسبيري الأسود, أو إطعامها غذاء عاديا دون الثمار, ومقارنتها مع مجموعتين من الفئران لم يتم حقنها بالمادة المسرطنة بحيث أطعمت الأولى غذاء يحتوي على 5% من التوت أو لا يحتوي على أي من هذه الثمار مطلقا.
ووجد الباحثون أن جميع الفئران التي حقنت بالمسرطن أصيبت بآفات وأورام خبيثة, ولكن المجموعة التي أكلت أكثر كمية وأعلى تركيز من التوت, أظهرت عددا أقل من الأورام, حيث قلت بنسبة 80%.
ولاحظ هؤلاء الباحثون وجود انكماش أيضا في حجم الأورام في الحيوانات التي استهلكت أعلى مقدار من التوت الأسود إلى جانب انخفاض ملحوظ في إنتاج الشوارد الأكسجينية الحرة التي تلعب دورا مهما في ظهور السرطان.
وفي جميع الحالات, تبيّن للباحثين أنه كلما كانت الكمية المستهلكة من توت راسبيري الأسود أكبر, كان التراجع السرطاني أكثر, الأمر الذي يشير إلى أن التوت يقضي على الجزيئات الضارة في الجسم ويمنعها من تدمير الخلايا والأنسجة.
...
التوت البري يقي من تسوس الأسنان
اكتشف العلماء أن هناك مركبا في فاكهة التوت البري Cranberries يمكن أن يمنع البكتيريا من الالتصاق بالأسنان ويمنع تشكل تجمعات مادة "البليك" المضرة بالأسنان.
لكن الباحثين يحذرون من أن الكثير من المنتجات التي تحتوي على التوت البري تحتوي أيضا السكر وأن استهلاك كميات كبيرة منها قد يساعد في تسوس الأسنان.
ويقول الدكتور "هيو وان كو" من مركز جامعة "روشيستر الطبي" في نيويورك والذي أجرى البحث، إن الهدف كان استخلاص الخواص الوقائية للتوت البري وإضافتها إلى معجون الأسنان أو غسول الفم.
وقال إن السبب وراء فاعلية التوت البري الكبيرة في حماية الأسنان لا يزال غير واضح .
كما كان الباحثون قد اكتشفوا سابقا أن التوت البري له خواص تساهم في تخفيف إصابات المجاري البولية التي تسببها أيضا أنواع من البكتيريا الضارة.
وقد أمضى الباحثون نحو سبعة أشهر حتى حصلوا على نتائج أظهرت أن التوت البري كان فعالا بنسبة 80% في وقاية الأسنان.
ووجد الباحثون أن مركب التوت البري لا يمنع فحسب البكتيريا الجديدة من الالتصاق بالأسنان، بل بدا أيضا أنه يعيق إنزيمات البكيتريا التي تلعب دورا أساسيا في تشكل طبقة "البليك".
غير أن الدكتور "كو" أشار إلى الحاجة لمزيد من الاختبارات للسعي لعزل المركبات الفعالة في التوت البري قبل النظر في إجراء اختبارات سريرية على مرضى.
لكن الباحثين والاختصاصيين في طب الأسنان يقولون إنه باعتبار أن التوت البري يحوي مادة شديدة الحموضة، ورغم أن الريق في الفم يسعى إلى جعل مستوى تركيز الحموضة طبيعيا، إلا أنه يعجز عن ذلك أحيانا مع الإسراف في تناول مواد عالية الحموضة.
ويخلص الباحثون إلى أنه ينبغي الاعتدال في تناول التوت البري رغم فائدته تجنبا لمشاكل محتملة.