السعادة هي ترجمان للحياة الهانئة والراحة التي تعقب العناء
لتموج بالنفس إلى قمة السكون والبساطة في هذه الحياة
ولذلك شرعت العنوان بقولي كوخ السعادة
ثم إنه لابد لأي نتيجة من طريق نسلكه وخطوات نسير عليها
و في هذه الأطروحة أحببت أن أقدم بعض تلك الخطوات التي تعلمتها وقرئت عنها
وكما أتمنى أن يكون النقد والملاحظة والإسهام منكم
شاركوني بما لديكم نريد أن نجعله كوخا يطفح بالعبر ويروي طريق الباحثين عن السعادة .
والله إني أتمنى للجميع قصورا معنوية من السعادة فهلمُ معي نتناقش في كل خطوة .. \
/
\
/
أستشف الموضوع من قصيدة الشاعر إيليا أبو ماضي
أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْـرَهْ
ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِـرَّهْ
تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْـرَهْ
وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْـرَهْ
وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
لَكَ، ما دامتْ لكَ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ
فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ
أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ
أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ
لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ
إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ
فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ
مهلا وقبل البدء بذكر خطوات السعادة :
\
/
\إننا حين نتحدث عن السعادة فإننا نتحدث عن أمر نسبي
إذ لا سعادة مطلقة في الحياة الدنيا لأن الدنيا دار اختبار وليست دار قرار ومن المعروف بداهة أن السعادة في الدوام وليس من شأن الانقطاع أن يتصف بالسعادة .
إذ كيف للمؤمن أن يسعد ، وهو يبيت ، فلا ينتظر الصباح ،ويصبح فلا ينتظر المساء.
كيف يمكن للمؤمن أن يسعد وقد إحتوى صدره قلباً مكلوماً ، ينضح دماً ، على حال أمة كانت سيدة الدنيا ثم حالت إلى أمة غثائية ( بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ).
كيف للمؤمن أن يسعد وهو يجلس - في كل ليلة - إلى شاشة التلفاز ، فيرى من إلتصق صدره ُ بظهره ، من شدة الجوع . ويرى الظلم والطغيان يحيط كل مناحي حياتنا . ويرى ...ويرى...ويرى.... .
نعم أخوتي الكرام: هذه هي الدنيا (أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون .. )
السعادة الحقيقية – أحبتي - مَحِلها جنان النعيم والفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين ، في مقعد صدق عند مليكٍٍ مقتدر .
وأنا أرى أن هذا الفهم قبل البدء بتطبيق الخطوات هو سرٌ من أسرار السعادة الحقيقية
قصة قرأتها أوردها هنا لنعلم سبب السعادة :
أتى أمريكيٌ إلى أحد العلماء ، يريد أن يدخل في الاسلام ، فهش له الشيخ ، واجلسهُ مجلساً ليناً ، وقال : لكن أخبرني ، عن سبب رغبتك في دخول الاسلام ؟
فقال الأمريكي :أنا مليونير ، وامتلك عدداً من الشركات ، لكني لم أشعر بالسعادة ، ولم أبتسم ولو لمرة واحدة . وكان يعمل في أحد مصانعي رجلٌ هندي ، كنت أنظر اليه ، فأجده في غاية السعادة دائماً ،ناديته مرة وسألته ، عن سبب سعادته ، رغم فقره ؟ ، وأنا تعيس برغم غناي. فقال : هذا نور الايمان ، وقرأ ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) ، وقال من تنكب طريق الحق فهو في تعاسة ، وإن حيزت له الدنيا بأجمعها( ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) . فسألته عن دينه هذا فأخبرني أنه الاسلام .فجئتك أريد الدخول في هذا الين.. فقام الشيخ بتلقينه الشهادتين .. فلما قالها .. بكى المليونير .. بكاء حارا .. ثم قال .. هذه أول مرة أحس بهذه السعادة والراحة ....
أحبتي / هذه أول خطوة في الطريق الى كوخ السعادة ألا وهي ((((( التقوى )))))ولست ارى السعادة جمع مالٍ ..... ولكن التقي و هو السعيدُ .
التقوى كما جعله الاسلام هو الميزان بين العربي والأعجمي ,,
وبين الأسود والأبيض,,
وبين الحاكم والمحكوم,,
ولكن العصبية القبلية عمت الأبصار,,
وانتشرت كما يتنشر النار في الهشيم,,
نسال الله لنا ولكم تقوى الله,,
وأن يجمعنا في فردوسه الأعلى,,