مازالت قناة العربية ومديرها
عبدالرحمن الراشد يُحرَّضون على الفتنة بمصر ويبثون الأكاذيب والأراجيف، ولم يعد خافيا على أحد الدور المشبوه الذي تقوم به هذه القناة ومديرها، حتى كتب الأستاذ خالد الغانمي-وهو محايد ليس من الإخوان ولا من غيرهم- مقاله في صحيفة الشرق عن تغطية العربية المُخزية لأحداث مصر. (انظره على هذا الرابط: قناة العربية ودستور مرسي!
http://www.alsharq.net.sa/2012/12/19/633046
وخرج علينا بالأمس مدير قناة العربية، ليبرر لنا هذا الهجوم الحاقد على الحركات الإسلامية ورموزها، بأنه مجرد نقد سياسي، فطالما أن الإسلاميين ارتضوا الدخول في المعترك السياسي فعليهم أن يتحملوا النقد، ولا يدّعوا العصمة في تعاطيهم مع السياسة.
ومن الإنصاف أن أعترف أن للأستاذ عبد الرحمن
الراشد قلما رشيقا، يختار ألفاظه بعناية، ولم أجد على طول ما قرأت له لفظا بذيئا مشينا إلا في مقاله بالأمس، إذ أنه وصف خصومه الإسلاميين من الإخوان وغيرهم بأنهم مجرد أبقار المقدسة!
وقال ما نصه: (على الذين يقدسون الأبقار الدينية، إخوانا أو غيرهم، أن يفسحوا لها الطريق، أما نحن فلا يعنينا أمرها!).
لا .. لا... !
الأستاذ
عبدالرحمن الراشد يمر بحالة عصبية متجنشة، تملي عليه مثل هذا الألفاظ.. وتشعر -إن حللت كلامه- أنه أدخل نفسه في معركة صعبة، يوشك أن يخسرها، ويطلق هذه الصرخات في وجه الأبقار المقدسة والمقدسين لها، كبطل جريح مُنهك مُتعب، ينظر إلى ميدان المعركة، وتأبى له نخوته (اللبرالية!) أن يُقر بهزيمة حزبه، وضياع جهوده في طرد الأبقار المقدسة عن ميدان المعركة!
هكذا هي حرب الأفكار، وهكذا هم الفرسان الذي يؤججون حربا خاسرة، فيقعون في أسر كلمات فجة، أو عبارات غير سوية!
لمن الدائرة اليوم.. يا حزب العربية؟
الدائرة لله ولرسوله وللمؤمنين، وإن سميتموهم أبقارا دينية مقدسة، فإن الناس تعرف من تختار، والصناديق أيضا تقدس هذه الأبقار!
ولتعرف مبلغ الصدمة -أخي القارئ- عليك أن ترجع لأرشيف العربية نت في تغطيتها لأحداث مصر الأخيرة، وتركيز جهدها على التخويف من الإخوان، ونقدهم، وإبراز ما يظنونه مثالبا فيهم.. ولنتذكر جميعاً مقدار هذه الجهود التي بذلت في سبيل هذا العمل الرهيب، والساعات التي قضاها محررو القناة في بث الأراجيف والأكاذيب، واختيار العبارات والصيغ الرنانة في نقد دستور مصر الجديد، وسموه في قناتهم بـ (دستور مرسي)، وبذلوا الجهد في تنسيق المقابلات مع حلف (الفلول)، وتلميع صورتهم، وسموهم المعارضة الوطنية! ليفهم القارئ والسامع إن مَن تعارضه هذه الفئة ليسوا بوطنيين، وإنما هم أبقار مقدسة كما يقول مديرهم الذي علمهم السحر!
ثم بعد هذا الجهد العظيم، وصرف الأوقات والأموال... يضيع كل ما طبخته العربية ومديرها في غمضة عين، ويصيح لسان حال القدر قائلا: ( فسينفقونها، ثم تكون عليهم حسرة، ثم يغلبون)!.
هذه الحسرة هي التي جعلت الأستاذ
عبدالرحمن الراشد يتلفظ بمثل هذه الألفاظ.. والحسرة –كما تعلمون- تحبس الأنفاس، وتضيق بها الصدور.
أبعد كل ما بذلوه من عناء تذهب جهودهم في هباء؟!
يالها من حسرة أليمة!
وعليك أن تشعر -أيها القارئ- بهذه الحسرة التي قطعت قلب
الراشد حينما قال: (بدأت تدار حملة شعواء على ناقدي ممارسات «الإخوان» في مصر، تسعى لجعل النظام فوق النقد، وتحصين الجماعة بقدسية لا تستحقها، فقط لأنها سمت نفسها إسلامية، وطبع أعضاؤها زبيبة الصلاة على جباههم).
إن هذه الوجوه الطاهرة المتوضئة ليست كما ترون أيها القوم! هذه الجباه التي أفناها طول السجود لله ليست إلا جباهاً مزيفة! إن
الراشد رآها، إنها مجرد زبيبة مطبوعة! إنها زيف.. إنها غش.. إنها خداع! والراشد والعربية وحدهم يرون ما لا ترون.. أفلا تعقلون!
لم أر
الراشد مفضوحا مثله اليوم، ولم أره عاريا كما رأيته في مقاله بالأمس، كيف يريد أن يقنعنا بأن نقده للإسلاميين نقد سياسي، وهو يصف خصومه بهذه الأوصاف القبيحة؟!
أبقار مقدسة، وسجداتهم مجرد زبيبة مطبوعة... أهذا يدخل في النقد؟ أم هو مجرد سخرية وحقد؟