أيها المسلمون : تحدَّث النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في أحاديثَ كثيرةٍ عن أشراط الساعة وأماراتها، وما سيحدُث من أمورٍ عظيمة عند قرب قيام الساعة. - وذلك تمهيد يسبق نهاية العالم، وإعلام للأمة الإسلامية عن قرب النهاية، وكذلك تحذير للمسلمين من الفساد والضلال في آخر الزمان. - لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصاً على أمته، فيما يُرشِدها إليه من الخير، وفيما يحذِّرها من الشر، لا سيما عند تبدُّل الأحوال ، وظهور الفتن. - ومما تحدَّث النبي صلى الله عليه وسلم عنه من أشراط الساعة ونبَّه عليه: تبدُّل أحوال النساء، واختلال سلوكهن، وانفراط عِقدهن. - لقد ربَّى الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة أحسن تربية، واعتنى بها أحسن عناية، ووضع لها معالم أخلاقها وسلوكها، ثم جعلها أمانة عند الرجل. - وما مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه إلا وقد اتضح للمجتمع نهج تربية المرأة، وانضبطت حقوقها، وتمت ممارسة ذلك في حياته عليه الصلاة والسلام ، والقرآن ينزل يُقرِّ ذلك. - أيها الإخوة : لقد مات الرسول صلى الله عليه وسلم وقد شاهد النساء مصوناتٍ في بيوتهن، لا يخرجن منها إلا لحاجــة ، فإذا خرجـن تستَّرن بالجلابيب في غير تبرج ولا سفور. - ولقد أقرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال على إدارة الحياة العامة : القيادة السياسية، والعسكرية، والجمعة والجماعات، والقضاء، والحدود ، ونحوها كلها بإدارة الرجال ، لم يعط المرأة شيئاً من ذلك. - حتى إنه ما أذن للمـرأة أن تسـافـر بغير محـرم لها ، ولا تعقـد نكـاح نفسها ولا غيرها، وأمرهن بطاعة أزواجهن في غير معصية. - وبهذه الأحكام ونحوها نالت المرأة حقوقها، ورضيت بها، ومارستها في واقع الحياة بإشراف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإقرار المولى عز وجل. - ومن زعم من المسلمين أن الإسلام لم يُنصف المرأة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُعط المرأة حقوقها: فليس بمسلم مهما ادَّعى. - أيها الإخوة: لقد تدرَّجت المرأة المسلمة منذ العصر الأول في أحوال بعد أحوال، وأوضاع بعد أوضاع، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من البؤس والشقاء. - ولقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا التبدُّل في وضع المرأة وحالها، سواء ما كان من باب القضاء والقدر، أو ما كان بسبب الفساد والضلال ، بما كسبت أيدي الناس. - فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن كثرة أعداد النساء في آخر الزمان: « لا تقوم الساعة حتى يدبِّر الرجل أمرَ خمسين امرأة». - ويقول صلى الله عليه وسلم عن تبرجهن في آخر الزمان: « ... نساء كاسيات عاريات مائلات ، رؤوسُهنَّ كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها». - ويقول صلى الله عليه وسلم عن ملابس النساء المتبرجات في آخر الزمان: « ... تظهر ثياب تلبسُها نساءٌ كاسيات عاريات». - ويقول صلى الله عليه وسلم عن وقوع نساء آخر الزمان في الفواحش: « والذي نفسي بيده، لا تفنى هذه الأمة حتى يقومَ الرجل إلى المرأة يفترشها في الطريق...». - وقال صلى الله عليه وسلم – أيضاً -: « لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير» ، يعني: يتناكحون في الطريق العام ، كما تصنع الحمير والحيوانات. - وقال صلى الله عليه وسلم – أيضاً -: «إن القوم لتمرُّ عليهم المرأة ، فيقومُ إليها بعضهم فيجامعها، ثم يرجع إلى أصحابه يضحك إليهم ، ويضحكون إليه». - وقال صلى الله عليه وسلم – أيضاً -: «... تُؤخذ المرأة نهــاراً جهاراً تُنكح وسـط الطريق، لا ينكر ذلك أحد ولا يُغيِّره...». - وقال صلى الله عليه وسلم عن انحراف فطرة المرأة في آخر الزمان وشذوذها الجنسي : « إن من أعلام الساعة وأشراطها: أن يكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء». - وقال عن اشتغال المرأة بالغناء والموسيقى: « ليشربنَّ ناس من أمتي الخمر، يسمُّونها بغير اسمها، يُعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنِّيات ، يخسف الله بهم الأرض ، ويجعل منهم القردة والخنازير ». - ويقول صلى الله عليه وسلم عن عظيم فتنة النساء بالدجال في آخر الزمان ، حين ينزل خارج مكة والمدينة: «... فيكونُ أكثرُ من يخرج إليه النساء، حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه ( يعني قريبه ) ، وإلى أمه وابنته وأخته وعمته، فيوثقُها رباطاً مخافة أن تخرج إليه ... » ، وقال في رواية أخرى : « ... أكثر من يتبعه: اليهود والأعراب والنساء». - وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جمعاً من الأخبار المتعلِّقة بالمرأة في آخر الزمان ، ومنها : اشتغال النساء في آخر الزمان بالتجارات، وتسلُّطهنَّ على الرجال في البيوت، وقيام بعضهن على الحياة العامة، وكل ذلك في مجموعه يُنذر بخطر عظيم، يؤدِّي بالأمة إلى الهلاك والدمار. - أيها الإخوة : إن البشرية عموماً، والأمة الإسلامية خصوصاً تقدَم في المستقبل على فساد عظيم، يشترك في إعداده وتنفيذه شياطين الإنس والجن، ممن يسعون في الأرض بالفساد، ممن يدَّعون الدفاع عن حقوق المرأة في بعض المنظمات الدولية. - يزعمون أنهم يحررون المرأة من سلطة محارمها، ويفتحون لها أبواب الحياة العامة، ويقنعونها بحرية تصرُّفها في نفسها وما تملك بلا قيود. - إنهم يريدون تحطيم حياة المرأة الاجتماعية من خلال بعض المواثيق الدولية؛ ليصبح حال المرأة المسلمة كحال المرأة الكافرة. - وما لم يتنبه المسلمون لخطر الهجمة الأخلاقية الشرسة على المرأة المسلمة: فإن مزيداً من الفساد سوف ينال المجتمع ، وعندها يصعب الإصلاح. * * * - أيها الإخوة : إن هذه الأحاديث عن مفاسد آخر الزمان، لا تعني السلبية، بل لا بد من مواجهتها بما أوجبه الله من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. - إن العبء الأكبر من المفاسد النسائية في آخر الزمان يبوء بإثمها الرجل، الذي فرط في تربيتهن، والأخذ على أيديهن، فهو القائم عليهن ، والمسؤول عن تصرُّفاتهن . - إن المرأة المسلمة مدعوة للالتزام بدينها، والانضمام إلى الطائفة المنصورة في آخر الزمان، فلا يضرها – بإذن الله - كيد الكافرين. - اللهم وفقنا لهداك ، واجعل عملنا في رضاك.