ابوظبي - اعلنت دولة الامارات العربية المتحدة الاحد انها قبضت على مجموعة اشخاص كانوا يخططون "للمس بامن الدولة" من دون كشف انتمائهم السياسي، يأتي ذلك في أعقاب أطلاق أبوظبي لأول خط نفط ليكون بديلاً للمرور بمضيق هرمز".
وذكرت وكالة الانباء الاماراتية "تباشر النيابة العامة حاليا اجراءات التحقيق مع جماعة اسست وادارت تنظيما يهدف الى ارتكاب جرائم تمس امن الدولة ومناهضة الدستور والمبادئ الاساسية التي يقوم عليها الحكم في الدولة فضلا عن ارتباطها وتبعيتها لتنظيمات واجندات خارجية".
وقالت الوكالة ان "سالم سعيد كبيش النائب العام قال في تصريح له ان النيابة العامة امرت بإلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم وأصدرت قراراتها بحبسهم احتياطيا على ذمة التحقيقات في القضية".
واضافت الوكالة ان "النائب العام أضاف ان التحقيقات مستمرة لكشف ابعاد المؤامرة التي يستهدفها هذا التنظيم واعضاؤه".
وتصاعد التركيز بحجم كبير على أهمية الأخوان المسلمين في الامارات لأن البلد يتميز بمناخ منفتح بالمقارنة مع بقية دول الخليج مما يسهل الحركة.
ويشن التنظيم ما بدا واضحاً أنه حرب إعلامية تستهدف إشعال الساحة الإماراتية وإيقاع الفتنة بين مكونات دولة أوصدت في وجوههم الأبواب بهدف الحفاظ على استقرار مزيج اجتماعي غاية في التفرد بتنوعه العابر للثقافات.
وطالت القيود الإماراتية عدداً من رموز الجماعة الذين أغراهم الربيع العربي بالمجازفة في التحرك المكشوف و"الترويج لأفكار تثير الفتنة وتضر بالوحدة الوطنية والسلم الإجتماعي" على حد تعبير السلطات الإماراتية.
ويرى مراقبون أن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان زج بمناصريه في تلك التظاهرات بهدف افتعال أزمة تسمح له باستغلال الثورة السورية كورقة ابتزاز أخرى ضد النظام في الإمارات.
ويرى التنظيم العالمي للاخوان المسلمين في دول الخليج مصدرا لتمويل نفوذه في بقية مناطق العالم، الأمر الذي مارسوه بكفاءة في قطر التي ركبت موجتهم حتى صار من الصعب معرفة من يستغل مَن هناك.
في غضون ذلك قال محمد بن هويدن أستاذ العلوم السياسية "أن هناك قوة خارجية تريد استغلال الظروف التي تمر بها المنطقة، مضيفاً أن هناك من يريد استخدام الربيع العربي لتحقيق مصالحه متبعين بذلك أجندات الدول الأجنبية".
وصرح هويدن لقناة "سكاي نيوز العربية"، عصر الاحد بعد الاعلان عن التحقيق مع المجموعة التي تعمل على "مس أمن الدولة" "هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها دولة الأمارات العربية عن تنظيم يعمل على الأضرار بنظام الحكم في البلد، ولكن الأمارات بها بعض التنظيمات النائمة التي تسعى إلي بث نفوذها في الداخل".
وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن يكون لـ"الأخوان المسلمين" في مصر دخل فيما يحدث داخل الأمارات قائلاً "بعد فوز الأخوان بالرئاسة في مصر أصبح التنظيم بأكمله يطمع في السيطرة على الحكم في المنطقة".
وشدد على أن وصول الأخوان للحكم في أكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط قد يكون أغرتهم لذلك".
وأشار بن هويدن على وجود جهة أخرى قد تكون لها اليد في أثارة الرعب داخل الأمارات، قائلاً "لا ننسى أن الأمارات قامت بإصدار أول خط نفط من أبوظبي إلى الفجيرة متجاوزين بذلك مضيق هرمز، وأن ذلك قد يمثل خطر على مصالح البعض وأهمها إيران التي هددت بغلق المضيق إذا فرض عليها عقوبات دولية وذلك لمنع التصدير من منطقة الشرق الأوسط إلي أوروبا وأميركا".
وقال بشير عبد الفتاح الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن دولة الأمارات بدأت تكون مستهدفة نظراً لمواقفها الإقليمية والدولية.
وأضاف في حواره مع قناة "سكاي نيوز العربية" "عندما تقوم الحكومة الإماراتية بإصدار بيان رسمي فأعلموا أن الأمر خطير، فنحن نتحدث عن تنظيمات وليس أشخاص يقولون رأيهم".
وأيد عبدالفتاح نظيره بن هويدن في أنه قد يكون لإيران دخل فيما يحدث بالأمارات قائلاً "لا ننسى بأن الأمارات أطلقت أول شحنة نفط تجاوزت مضيق هرمز التي هدد دول كبرى وعلى رأسها إيران بإغلاقه، حيث أوجدت الأمارات طريق لنقل النفط للدول الغربية دون الانتقال بمضيق هرمز، مما هدد المصالح المباشرة لإيران فضلاً عن مضاعفة احتمال فرض عقوبات عليها".
وأختتم حديثه "كان من المستبعد تعرض الامارات لذلك نظراً للاستقرار الاقتصادي والأمني التي تتمتع به، وأيضاً للتوازن في علاقتها مع الجميع حتى مع إيران التي تحتل ثلاث جزر لها".
وكان الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة قد وجه نقداً لاذعا لمن اعتبرهم "خوارج البيعات الخارجية" مشيرا إلى أن أحزاب البدع تسعى إلى التغرير بشباب الإمارات خدمة لأجندات خارجية.
وقال الشيخ سلطان في تصريحات وزعت على نطاق واسع في دولة الإمارات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي "كل من يسيء لدولتنا يعاقب، ويتخذ ضده الإجراء اللازم، حسماً ودرءاً للعبث والفوضى".
وجاءت التصريحات على خلفية هجوم إعلامي يشنه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين على دولة الإمارات على خلفية غضب إماراتي من تصريحات أطلقها الشيخ القطري من أصل مصري يوسف القرضاوي عبر قناة الجزيرة هاجم فيها دولة الإمارات وقيادتها.
وألمح حاكم الشارقة إلى أن تنظيم الأخوان العالمي يستهدف الشباب الإماراتيين على وجه الخصوص بالقول "نحذر شباب الإمارات من الإغترار بالمسارات الحزبية، والأجندات الخارجية" مشيرا إلى خطر "استغلال الشعارات الإسلامية لترويج المناهج الحزبية مرفوض، إذ ينبغي الرجوع للعلماء الرأسخين".