بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأتحدث في هذا القسم بكل هدوء، وبكل لطف وتنميق، سأتحدث وأترك لقلبي الأنين ولقلمي المسكين سطورا فارغة تخفي ألم الزمان وقهر السنين...
أحبتي...
تمر الميزانية علينا ومشاريع كثيرة متعطلة،بل إنها مشاريع من ميزانيات سابقة،فهل ازددنا إلا تنمية معطلة؟وفقرا وبطالة وفسادا؟ كل عام يقولون بإيجاد حلول جذرية للفساد، ولانرى إلا تزايدا في الفساد؟ كل سنة نقرأ عن استعداد عدد من المسؤولين لالتهام هذه الكعكة الكبيرة بل وإنهم أصيبوا بالنهم من الفتات الذي يتبقى للمواطن فضايقوه فيه بمخالفات ورسوم وخلافه!! ترى مشاريع صيانة كثيرة، ومشاريع أقدم منها لم تصلها تلك اليد الجائعة؟تركتها شاهدة على الفساد وعلى أن الهدف ليس رفاهية المواطن بل سلبه وجزه ودرسه...
تترك هذه الوحوش المسعورة للإعلام والمتحدث الإعلامي فرصته في الظهور،فيتحدث عن الإنجازات والتنمية والاهتمامات ويصور لك خلاف الواقع،بل خلاف مارأته عيناك، فتظن أنك لست أنت،فتستحي مما كنت قد كتبت وكنت قد قلته وقدمت عليه أدلتك.
إنها تحرف الحقائق باختيار مجموعة من أفضل الإعلاميين احتراما لهم وإلا فالوصف الحقيقي لهم، أحقر الكذابين!! ولا أعمم...فلايزال الخيرون موجودين..
مشاريع يسمع بها المواطن المسكين ويفرح بها لساعات ثم تختفي تلك الفرحة وتجعله يعود من جديد لدوامة الألم بعد فقدان الأمل...يصحو من جديد على فاجعة ارتفاع الأسعار!! ثم يهونونها عليه...إنها بضعة ريالات أو عشرات أو حتى مئات..راتبك لايزال في خانة الثلاثة أصفار...
يترقب المواطن الميزانية ويحلم بزيادة راتب أو راتب إضافي، مع خوفه الشديد من ارتفاع الأسعار،لكنه يأمل بخير...سرعان ماينتهي ذلك الأمل بالإعلان عن الميزانية التي تصب في مشاريع كبيرة وتنموية ،فتذهب المليارات وتبقى المسميات .."مشروع تنفيذ..."
بل لعل المواطن بدأ يسأل نفسه؟كم هي الميزانية؟ وهل هي فعلا مايتم الإعلان عنه؟ ثم حين يتتبع الأرقام يتوقف،لأنه اختاز الرقم المعلن من أولى حساباته،فيقول..لعلي أخطأت في العد...ثم ينصرف...باحثا عن مزيد من الألم...
وفي غمرة تلك الآمال...يأتي إليه شبح الشيب فيسأله...كم بقي لك من العمر؟ هل تملك منزلا؟ هل أنت سعيد؟ وإن كان شابا في بداياته..يأتيه السؤال..كم سيكون راتبك لو عملت؟ ثم يأتي سؤال على كل مواطن...ماذا لو نفذ البترول؟ هل نملك بنية تحتية؟ قدرات على الاكتفاء الذاتي؟ كيف نقارن أنفسنا بغيرنا؟؟
ثم يدرك العقلاء هل الميزانية واقع أم سراب،لكن يكتفون بالسكوت....فماأجمل السكوت حين تتطاول البشوت..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المواضيع المتشابهه 
الميزانية..سراب أم حقيقة؟ 
العرض الشجري
