المخمورون يُشكلون ثقافة بعض أولادنا المراهقين هذه الأيام، وممارساتهم تؤثر عميقاً في جيل المستقبل الذي يبدو أنه لن يكون واعداً كما نزعم ونتمنى؛ بقدر ما سيكون مُسلحا أو مفحطاً.
أن يقوم شاب مخمور بإطلاق النار وسط مجموعة شباب جاءوا لمشاهدة حفلة تفحيط فذلك يعني أننا ننزلق بهدوء إلى عالم الميليشيا الشابة، ومن يعتقد أن أبناءه سيكونون بمنجاة عما يحدث حولهم فهو مخطئ تماماً.
هذه ثقافة جيل تؤثر في المراهقين بشكل مزعج وتحفر في اللاوعي الداخلي لكل ولد من أولادنا، ولو لم يمارسوا هذه الثقافة حالياً فهم يتطلعون إلى ممارستها في أقرب فرصة سانحة، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يراهن على التربية وحدها في وضع اجتماعي/ ثقافي كهذا؛ طالما أنه لا توجد قوانين تلجم المفحط وحامل السلاح المنفلت.
اليوتيوب الأخير ليس هو الوحيد طبعاً؛ قبله وصل التفحيط إلى داخل حوش مدرسة وأمام جمهور من الطلاب، ولم تحدث عقوبة رادعة وصارمة، ولذلك سيحدث ما هو أفظع.
حينما تذهب ظهراً لإحضار ابنك من المدرسة ترى ما لا يتصوره عقل، ولا تملك إلا أن تسأل نفسك ومن بجوارك إلى أين يا بلد؟ بعض الآباء المترفين يحتاجون للحجر لأنهم لا يسألون عن أبنائهم، ولأنهم تحولوا إلى صرافات عملة فقط!
أولادنا الغلابة أصبحوا ضحايا للمارقين على الأخلاق والقيم. فهل من حق المترف أن يتجول عاره/ ابنه المدلل في الشوارع ويؤذي الآخرين دون عقاب صارم؟
نحتاج إلى بعض الخجل حينما نُخرج هكذا أبناء إلى الشوارع، ونحتاج إلى قوانين رادعة لميليشيا على الأبواب!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٧٩) صفحة (٣٦) بتاريخ (١٧-١٢-٢٠١٢