عندما حكى لي صديق أن سائق سيارة أجرة أجنبي عرض عليه أن يجلب له فتاة جامعية لممارسة الرذيلة قلت له إنني أجد صعوبة في تصديق أن يمتلك سائق سيارة الأجرة الجرأة على عرض مثل هذا الأمر علنا على رجل غريب في الشارع دون أي خوف من العواقب في مجتمع لا يتسامح مع مثل هذه الجرائم !
ولن أخوض في أسباب اتجاه الفتاة أيا كانت جنسيتها لممارسة الدعارة فقد تكون أسبابا اجتماعية أو نفسية أو أخلاقية، ولن ألقي محاضرة في القيم الأخلاقية أيضا، ولكنني سأتساءل عن الجرأة التي يمتلكها مثل هؤلاء القوادين لاصطياد الفتيات وتحويلهن إلى سلعة تحت الطلب، وعلى تحويل شوارعنا التي تملأها المآذن إلى أسواق لعرض وطلب الرذيلة ؟!
فالجرأة على القانون تكون عادة في علاقة عكسية مع قوة وحزم تطبيقه، يتمدد أحدهما عند انكماش الآخر، ولو لم يجد هذا السائق اللعين طمأنينة في عرض بضاعته على كل من ركب معه أو استوقفه لما فعل فعلته القبيحة !
وإذا كان هناك من نصيحة أوجهها فهي للأسرة التي يجب أن تعتني بفلذات أكبادها وتحميهم من الوقوع في شباك الرذيلة، أما صديقي الذي اكتفى برفض عرض سائق سيارة الأجرة، فسأعاتبه لأن موقفه كان سلبيا، وكان عليه أن يبلغ السلطات ليساهم في تطهير المجتمع من إحدى آفاته !