لقد تكفل الله سبحانه وتعالى أن يستخلف في الأرض عباده الصالحين والذين حكموا شرع الله في أنفسهم وعلى شعوبهم ولاحظ أخي العزيز أن الله قال (( وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا )) فهذا هو دأب الصالحين المصلحين يبدأ مشوارهم بالخوف ثم يخلفه التمكين " من كان يصدق من كفار قريش أن يصعد بلال بن رباح الكعبة ويؤذن !! من كان يصدق من كفار قريش أن يدخل المسلمين المُستضعفين مكة فاتحين !!! هكذا كان من بعدهم ومن هم على الطريق الى يوم القيامة يبدأ مشوارهم بالخوف وبتقديم الشهداء ثم يبدل الله خوفهم أمنا ويمكنهم في الأرض.. لم يحصل في تاريخ الإسلام أبداً جماعة قاتلت لإعلاء كلمة الله الا ونصرها الله وليس من الضروري أن يرى النصر بعضهم فآل ياسر وشهداء غزوة بدر لم يروا التمكين ولكنهم كانوا معتقدين ذلك في قلوبهم وقد حصل ...
قال تعالى :: ((وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)) تدبر كلمة يتخذ فالشهادة إصطفاء من الله ولا ينالها الا ذو حظ عظيم فالله يتخذهم شهداء يرفعهم الى الجنة " يبقون أحياء يمارسون حياتهم على أكمل وأجمل وجه ويقابلون الشهداء سعد بن معاذ ومصعب بن عمير ويسلمون عليهم ويلتقون بشهداء الإسلام مِن مَن سبقوهم ويَسعدونَ بِبعض ويعيشون عنِد ربهم فرحين سعداء يُرزقون حتى تقوم الساعة ثم يدخلون الفردوس الأعلى من غير حساب ..
وفي زماننا المُعاصر هذه حركة طالبان التي طبقت شرع الله إجتمعت عليها جميع دول العالم دون إستثناء بالدعم المباشر والدعم اللوجستي والتخابر والتعامل مع الأمريكان وكان المتوقع بعد أن جرت أمريكا جيوشها ومعها دول العالم أن تمسح عن وجه الأرض هذه الحركة البسيطة العدة والعدد خلال مدة لا تتجاوز إسبوعين ولكن الله ناصر عبادة الصادقين الصابرين فهاهي أمريكا وبعد أكثر من عشر سنوات تخسر إقتصادياً وتنهزم عسكرياً وتُحرج سياسياً !! وقد سعت أمريكا مراراً وتكراراً أن تتفاوض مع طالبان كي تحفظ ماء وجهها إلا أن طلبها يواجه بعلميات على أرض المعركة أجبرت الكثير من الجنود الأمريكان للإنتحار خوفا من الموت على أيدي الطالبان !!!
قال شيخ الإسلام بن تيمية للمجاهدين : والله إنكم منصورون . قالوا : قل إن شاء الله فرد عليهم قائلاً : إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقا فقد تكفل الله بذلك وقال جل جلاله (( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ))