•• يبدو أننا موعودون بالمزيد من (المجازر) اللا إنسانية و(الأخطاء) القاتلة.. والتجاوزات الفاضحة ما دام أن بعض الهيئات الدولية ــ ولا أريد أن أسميها ــ تمنح مؤسساتنا وشركاتنا وبعض أجهزتنا الحكومية وجامعاتنا ومرافقنا الحساسة، شهادات (الجودة) و(التميز) بدعوى استحقاقها لها بعد أن انطبقت عليها جميع المعايير العلمية المسوغة لمنحها.
•• هذه المؤسسات العالية السمعة والعالمية الشهرة.. عندما تعطي هذه الشهادات لمؤسسات ضخمة وعظيمة من حيث المظهر.. والخربة والمنهارة من حيث «المخبر»، فإنها ترتكب شبه جريمة.. ليس فقط بحق هذه المؤسسات والوزارات والشركات.. وإنما بحق الأمانة التي تمثلها.. أو تدعي أنها تعمل على توخيها وتحرص على التزامها.. قبل أن تمنح شهادات القتل والخداع والتضليل هذه..
•• هذا الكلام دفعتني إليه عدة ملاحظات وتقارير ومعلومات نشرت عن أكثر من شركة ومؤسسة ومنظمة ومستشفى وجامعة.. وأن هذه المعلومات تتحدث عن مخالفات يندى لها الجبين.. وكذلك عن الكثير من العيوب والأخطاء والمفاسد.. رغم حصولها على أعلى شهادات ومقاييس ومواصفات الجودة النوعية العالمية.
•• وما قرأته في حديث الصديق الدكتور محمد عرفان المنشور في هذه الجريدة يوم الاثنين 5/1/1434هـ عن أن مستشفاه حصل على شهادة (سباهي) العالمية للجودة في جميع المجالات كأول مستشفى خاص على مستوى المملكة.. يؤكد مخاوفنا وقلقنا من مغبة أكذوبة شهادات مؤسسات كنا مأخوذين بها.. وإن ظهر العكس تماما..
•• فإما أن تكون مؤسساتنا وأجهزتنا وجامعاتنا وإداراتنا تقدم لهذه المؤسسات العلمية العالمية معلومات غير صحيحة وتطلعها على نماذج ووثائق وملفات مزورة، وتجمعهم بأشخاص لا يمتون بصلة حقيقية إليها.. فيسهل تضليلها والضحك عليها واستغفالها.. •• وإما أن تلك المؤسسات ــ دون تحديد ــ قد دخلت في سرداب الغش وعدم المصداقية.. والتفريط في الأمانة العلمية.
•• لكن الأمر في حالتيه مؤسف ومؤلم وينذر بخطر شديد ويدفعنا إلى التنبه إليه سريعا.. وتأمين بلدنا.. وحياة مواطنينا وكل من يعيشون على أرضنا من مغبة هذا (التزييف) والدجل، وبالتالي فإن علينا أن نتخذ من الإجراءات ما يكفل سلامتنا.. ونظافة مؤسساتنا.. والحفاظ على حياة الناس..