01:23 ص
9
ديسمبر
2012
الحراك الشعبي الذي تموج به شوارع القاهرة وبعض شوارع مدن مصر الأخرى له ما يبرره في بعض الأحيان، فمن حق الشعب أن يتظاهر إذا رأى أن حقوقه قد انتقصت لكي ترد إليه خاصة وأن الشعب المصري قد دفع الكثير في سبيل الحصول على حريته بعد امتهان طويل ليس في عهد المخلوع ولكن في العهود السابقة أيضا .. ولكن تصرفات مجموعة من المتظاهرين ليس لها ما يبررها على الإطلاق !! فكيف يمكن لأي مراقب منصف سواء أكان من داخل مصر أو خارجها أن يقتنع أن هذا الشعب العظيم وبعد أن من الله عليه بهذه الثورة المباركة أن يخرج بعض أبنائه يحملون قنابل المولوتوف والأسلحة البيضاء ليقتلوا إخوانهم الذين شاركوهم الثورة وقبل حوالي سنة لا أكثر !! كيف يمكن لأي مراقب منصف أن يفهم كيف أن هؤلاء الشباب الذين كانوا يبذلون الكثير لاسترداد كرامتهم يحرقون ممتلكات إخوانهم ويلقون عليهم الحجارة ليحولوهم جرحى تمتلىء بهم المستشفيات ؟! هل هذه هي أخلاق الثورة ؟! وقبل ذلك وبعده هل هذه هي أخلاق المسلمين وأخلاق المصريين الشرفاء ؟! لا .. ليست هذه أخلاقهم فإذن ما الذي يجري هناك ومن الذي يحمل لواء إشعال الفتنة في مصر العزيزة؟!!
المتأمل لما يحدث في مصر يجد أن هناك أربعة أشخاص يحملون لواء الفتنة هم : حمدين صباحي ، والبرادعي ، وعمرو موسى ، وممدوح حمزة ، والواضح أن من يقود هؤلاء هو البرادعي لأنه أكثرهم سوءا - كما أعرف - وتزعم البرادعي بقيادة الفتنة - يجعل من حق أي عربي - وأنا منهم - أن يطرح أسئله مشروعة حول دور البرادعي المشبوه ليفهم - قدر الإمكان - ماذا يريد البرادعي من وراء ما يقوم به حاليا ؟!!
للسيد البرادعي دور مشبوه في التعامل ضد قضايا العرب والمسلمين وقد اتضح هذا الدور في مساهمته القوية في احتلال العراق ومعروف أن هذا الاحتلال يصب في مصلحة الصهاينة وأعوانهم ولا أظن أن البرادعي يجهل هذه الحقيقة !! كما لا أظن - وبعض الظن ليس إثما - أن البرادعي الذي ساهم تقريره في قتل أكثر من مليون عراقي وفي تدمير العراق لم يقبض ثمن فعلته !! وإنسان بهذه الصورة لا أظنه يتردد في تكرار فعلته في مصر !!
السيد البرادعي الذي صمت دهرا عن كل مآسي المصريين في ظل الديكتاتوريه السابقة بدا حاليا يتحدث بصورة تكشف أهدافه المشبوهة لمن لا يعرفها ؛ فهذا الرجل يقول لمجلة الفايننشال تايمز الأمريكية : اتحدنا مع أعضاء الوطني لإسقاط المشروع الإسلامي !! فإذا أضفنا هذا التصريح إلى تصريح ساويرس الذي قال فيه : سأعمل على منع وصول الإسلاميين للحكم وأطالب الغرب بدعمي!! وقد طبق البرادعي عمليا ما صرح به فكيف يتحالف مع فلول النظام السابق ضد الشرعية التي قبلها المصريون ثم يدعي أنه يعمل لمصلحة مصر والمصريين ؟!!
البرادعي ومجموعته حرضوا أتباعهم على اقتحام قصر الرئاسة وهم يعرفون خطورة هذا العمل فضلا عن كونه خروجا على الشرعية ، كما أنهم وافقوا بتحالفهم مع الفلول على قتل المتظاهرين وإحراق مقرات الإخوان والاعتداء على الممتلكات العامة وإدعائهم برفض كل ذلك لا قيمة له ، وتحميلهم الرئاسة لجرائمهم لا يمكن قبوله !!
واسأل السيد البرادعي : هل مثل هذه الأعمال تعد من الديمقراطية ومن خدمة المواطن المصري كما يدعي ،أم أنها عودة لأسلوب العهد السابق في التعامل مع المخالفين ؟!
الصهاينة بعد حرب غزة الأخيرة أدركوا أن الوضع في مصر لم يعد في صالحهم كما كان سابقا، وعرفوا أن نجاحهم يتمثل في زرع عوامل التفتت بين مكونات الشعب المصري والذي قام به البرادعي يحقق كل أهداف الصهاينة!!
مجموعة البرادعي تدعي أن مشكلتهم مع الإعلان الدستوري ومع بعض مواد الدستور فلما تنازل الرئيس عن بعض ما طالبوا به وطالبهم بالحوار المباشر رفضت هذه المجموعة - وهي تمثل الأقلية - وأرادت فرض إرادتها على الأكثرية، ولعلها أوعزت للبعض بالمطالبة بإسقاط الرئيس والهجوم على مقره بغرض خلط الأوراق ثم المطالبة بتدخل الجيش لتغيير الرئيس الذي انتخبه الشعب، فهؤلاء لا يريدون حلا بقدر ما يريدون الوصول للحكم ومنع سواهم من ذلك خدمة لمصالح أعداء مصر والعرب وقد استقووا بمن يساعدهم بالمال وغيره، وقد صدق السيد محمود مكي نائب الرئيس الذي قال : إن أموال مصر المنهوبة تستخدم حاليا لإحداث الفوضى في مصر .
أهداف البرادعي ومن معه أصبحت واضحة ولكن الذي يصعب فهمه كيف أن مجموعة ممن هتفوا قبل حوالي سنة بقولهم للمخلوع: ارحل يعودون اليوم ليقولوا لرئيسهم المنتخب : ارحل! هل يمكن أن نفهم أن المصريين اتحدوا - سابقا - على كراهية المخلوع وعندما تم لهم ذلك اختلفوا لأنهم لم يكونوا يملكون رؤية واضحة لمستقبل مصر؟!
ما يجري في مصر ليس في مصلحة كل المصريين ولو أن أخواننا في مصر استمعوا للقنوات الخارجية التي تقف مع البرادعي وشركاه لأدركوا حجم المؤامرة التي تحاك ضدهم .