الخضر كما هو معلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة ، بأنه قد مات وليس الموضوع هنا لاستقصاء أدلته ولكن القصة للعبرة فقط ..
يقال أن الخضر عليه السلام رجل صالح ، يدعو لكل من طلب منه الدعاء ،
وأن دعاءه لا يكاد يرد .. وانتشر هذا الخبر
حتى أصبح من قبيل المتواتر عند كثيرين ..
وتقول بعض الحكايات
أنه - أي الخضر عليه السلام - أول خارج من باب السلام كل يوم الجمعة .
العم صالح رجل صالح - لا يعرف القراءة والكتابة -
له خمس بنات ولم يرزق بولد ..
وقد بلغت الكبيرة منهم ثلاثين عاما ولم يتقدم له أحد ..
العم صالح يعمل بدكانه الصغير ليل نهار
ليعف أهله ويجمع قوت يومهم ..
بلغت قصة الخضر العم صالح يوم الاثنين ،
فأصبح يتحرى يوم الجمعة ..
وينتظره بفارغ الصبر ..
وأجمع على أن يقابل سيدنا الخضر
وسوف يطلب منه أن يدعوا الله له
بأن يتزوج بناته برجال صالحين ..
أخفى العم صالح قصة الخضر خوفا من أن يعرفها أحد من أبناء الحارة
فيسبقه إلى سيدنا الخضر !!
يوم الجمعة اغتسل العم صالح ، ولبس أفضل ملابسه .
ودع بناته الخمس وتوجه إلى الحرم مبكرا ،
وفرش سجادته عند باب السلام ،
بجوار الباب من الداخل ،
امتلأ الحرم بالمصلين .
وبدا أن العم صالح قد أشغل نفسه في التفرس في وجوه الحاضرين
ممن هم حوله لعله أن يعرف الخضر قبل انتهاء الصلاة ..
كان يحدث نفسه كثيرا
حتى أنه لم يشعر بالخطبة إلا وقد انتهت ..
وأقيمت الصلاة !!
العم صالح مشغول جدا ودقات قلبه تتسارع ،
يجب أن ينهي الصلاة سريعا ليلحق بسيدنا الخضر
قبل أن يدركه أحد أو يختفي منه في الزحام ..
بعد تسليم الإمام سلم العم صالح سريعا ،
سحب سجادته وخرج سريعا من الباب ( باب السلام )
فكان أول الخارجين !!
لم ينتبه إلا وشخص يقبل يده ويقول له : السلام عليك يا سيدنا الخضر ..
العم صالح قبل رأس المتكلم
لأنه كان أول الخارجين
وتأكد للعم صالح أنه سيدنا الخضر فقد رآه أو
ل خارج من باب السلام ..
العم صالح : بل أنت يا مولانا سيدنا الخضر ،
فأنت أول الخارجين .
الرجل : ياسيدي أرجوك أن تدعوا الله لي ،
فقد بلغني ما بلغني
وأنت والله أول الخارجين من باب السلام ،
واليوم يوم الجمعة فلا تردني يا سيدي ،
وادعو الله ليفرج همي !!
العم صالح : يا سيدي أقسمت عليك بالله ،
ألست سيدنا الخضر ..
كان سعيد هو الممسك بيد العم صالح وينازعه ،
مصرا بأنه سيدنا الخضر ..
سعيد بلغ من العمر الخامسة والأربعين ،
رجل عصامي مقطوع من شجرة جمع قليلا من المال ،
وأراد أن يتزوج ، ولم يحالفه الحظ ..
سعيد : سيدي أنت سيدنا الخضر ،
فلقد كنت أول رجل خرج من الباب ،
أرجو أن تدعو الله أن يرزقني بزوجة صالحة
تعفني وتحتويني .. أرجوك .. أرجوك !!
استغرب العم صالح واستجمع قواه ..
وقال لسعيد ماسمك ياولدي ..
قال له : أنا سعيد يا سيدي ،
وأرغب في الزواج ..
قال العم صالح : خيرا إن شاء الله ..
أخذ العم صالح معه سعيد إلى البيت ،
وقال له : اسمع يا سعيد أن لدي ابنة بكرا بلغت الثلاثين،
فهل ترغب رؤيتها ، فإن حصل النصيب فالحمد لله ..
رحب سعيد بالفكرة وذهب مع العم صالح ..
وبعد أن رأى ابنة العم صالح أعجب بها ،
وطلب من العم صالح أن يقبله زوجا لها ..
وأراد الله لهما الخير فتزوجا ..