كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها عن تزايد معدلات البطالة والفقر في السعودية بشكل خطير حيث إن الملايين من السعوديين يعيشون تحت خط الفقر ويكافحون على هامش واحدة من أقوى الاقتصادات في العالم.
وأضافت الصحيفة إن السلطات السعودية برئاسة العائلة المالكة من آل سعود لا تنفذ ما يكفي من المشاريع لإنقاذ المواطنين حيث يحرص أفرادها على رفاهيتهم وبذخهم وإنفاق أموالهم على متعهم الخاصة بدلا من مساعدة المحتاجين.
وقالت الصحيفة إنه ولسنوات عديدة أنكر المسؤولون السعوديون وجود الفقر في السعودية وكان موضوعا محرما تمنع وسائل الإعلام من الخوض فيه رغم أن الفقر والغضب الشعبي من الفساد في تزايد مستمر.
وقال محللون سعوديون وأميركيون إن مبالغ طائلة من المال يتم تحويلها في نهاية المطاف إلى أرصدة وجيوب العائلة المالكة عبر شبكة من الفساد والمحسوبية والعقود الحكومية المريحة حيث قال أحد الباحثين السعوديين إن بعض أفراد آل سعود لا همّ لهم سوى إثراء أنفسهم باعتمادهم على خطط فاسدة وغير قانونية لجني الأموال وال مثل مصادرة الأراضي من ملاكها الفقراء وبيعها بعد ذلك إلى الحكومة بأسعار باهظة.
وذكرت الصحيفة أنه تم القبض على ثلاثة مدونين سعوديين العام الماضي واحتجزوا لمدة أسبوعين بعد أن أنتجوا شريط فيديو على الانترنت عن الفقر في السعودية بينما قال أحد الباحثين السعوديين الذي كتب عن التنمية والفقر في السعودية إن الدولة تخفي الفقر بشكل جيد وأن النخبة في البلاد لا ترى معاناة الفقراء والناس جوعى.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات السعودية لا تفصح عن أعداد الفقراء في البلد وبياناتها الرسمية لكن تشير تقارير صحفية وتقديرات خاصة إلى أن ما بين مليونين وأربعة ملايين من السعوديين الأصليين يعيشون على أقل من 530 دولارا شهريا أي نحو 17 دولارا في اليوم وهو ما يعتبره المحللون خط الفقر في السعودية.
و قالت الصحيفة إن معدل الفقر بين السعوديين في ارتفاع مستمر كما هو الحال مع نسبة البطالة بين الشباب علما أن أكثر من ثلثي السعوديين هم تحت سن 30 ونحو ثلاثة أرباع السعوديين العاطلين عن العمل هم في العشرينيات من عمرهم وفقا لإحصاءات الحكومة.
واستغربت الصحيفة هذه الأرقام المفزعة في بلد غني حقق العام الماضي إيرادات من صناعة النفط بلغت قيمتها 300 مليار دولار!!.